عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-01-2007, 05:36 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,226
افتراضي

أشكرك آحونو أثرو على تكملة الموضوع بالكامل فصار غير مجتزئ ويمكن للقارئ أن يتابعه بتسلسل ويعي ما ورد فيه من حقائق ويقف على كثير من الأمور التي كانت غامضة عليه وهو جهد وبدون أي شك مشكور وإني قد أضيف بعض التعليق البسيط على فكرة أو أكثر مما ورد في هذا القسم الأخير من الموضوع وآمل أن أكون صادقاً مع نفسي أولا ومن ثم مع الغير.

1- إني مع أي تنظيم أو أية منظمة أو تجمّع أو نادي أو منتدى سمّه كما تشاء يسعى إلى المطالبة بحقوقنا الشرعيّة في بلادنا الأصلية وإن أية محاولة لتخوين هذه المنظمات أو الأندية أو التنظيمات لا تخرج عن كونها مسعى منظما لخلق التفرقة بين صفوف الأمة الواحدة وهذا ما يفيد العدو وأقصد بالعدو الجهة التي تريد الإبقاء على وضع الآشوريين والكلدان والسريان هكذا كما هو عليه الآن بدون مستقبل أو خطة أو تنظيم أو دعوى للتحرر. وعلينا أن ندعم معنويا وماديا ما وسعنا كل هذه التيارات لأنها تصب بالنهاية في خانة المصلحة العامة للأمة السريانية, وإن أية محاولة لعرقلتها ومقاومتها وخلق المشاكل في طريقها إنه لن يكون سليما ولن يخدم بالتالي مشروع الأمة الآراميّة. ألسنا أعرق تاريخا من الأكراد والعرب وغيرهم؟ فلماذا سنبقى نعيش على الهامش وبلا إرادة قرار أو رأي لتحديد المصير؟


2- ما جاء في موضع من مواضع هذه الدراسة وهو " وكان من نتيجة ما عاناه الآشوريون بمختلف طوائفهم من ظلم واضطهاد ومرارة أدت إلى هجرة أكثر من مليون خارج الوطن يبحثون عن العدل في العالم دون أن يعلموا أن من يبحث عن العدل متسولاً على أبواب الغرباء يبقى عرضة للابتزاز والاستغلال وتُهان كرامته لأن العدل لا يؤخذ إلا في الوطن" لا يمكن أن يكون صحيحاً. أجل كرامة الناس في أوطانهم! لكن عندما يتعرض هؤلاء الناس في أوطانهم للإبادة والمضايقة والتمييزهل من المنطق أن يظلوا وهم لا يملكون أبسط وسائل الدفاع عن أنفسهم؟ فلو قيل لي: أجل يجب! فإني سأقول إنه مخطط مؤامرة على مصير ومستقبل هذه الأمة أو هو اقل ما يمكن أن يقال عنه إنه غباء وانتحار ذاتي! نحن غادرنا أوطاننا التي لم نر كرامتنا فيها ولم نحصل على حقوقنا الكاملة فيها وجئنا إلى أوروبا فلم نُستغل ولم نُهان ولم نتعرض للضغوط وما إلى ذلك ممّا ورد في هذا النص المقتطف بل عشنا هنا بكرامتنا التي فقدنا الكثير منها في أوطاننا وشعرنا بالأمن وأحسسنا بالأمان على مستقبلنا ومستقبل أبنائنا. هذه الفكرة مغلوطة جملة وتفصيلا وغير واقعية ولا منطقية وهي لم تحصل في أي من المجتمعات الغربية التي لجأ إليها أبناء طوائفنا, فهذه المجتمعات منفتحة وتوفر لنا سبل العيش الكريم وليس هناك أي نوع من أنواع الاستغلال البتة, وخير دليل على صحة ما أقوله خاتمة الكاتب نفسه والتي يقول فيها: " أن مجمل الظروف غير الطبيعية التي اجتاحت بلاد الرافدين بالكامل والمآس التي عانت منها شعوب المنطقة بشكل عام وأبناء شعبنا بشكل خاص، والدسائس والفتن التي نشرها الاستعمار بمختلف الطرق والوسائل دور كبير في إبقاء المنطقة في حالة تخلف وجهل مُطبق، استمر مئات السنين وساهم بقدر كبير في شراء ذمم الزعماء المحليين من إقطاعيين وزعماء عشائر وبيكاوات الأكراد لإبقاء نيران الحقد والبغضاء مُتقدة في المنطقة بالإضافة إلى نشر الأحقاد الطائفية والدينية وإتباع الأسلوب العشائري في العلاقات الاجتماعية، كل هذا ساهم في منع الشعوب الفقيرة في المنطقة من إدراك مصالحها الحقيقية القائمة على الاستقرار والتفاهم واحترام حقوق الفئات الأخرى التي تعيش بينها فساهمت بصورة أو بأخرى في دوامة الصراع الدموي الطائفي الذي أودى بحياة الاستقرار في المنطقة وأوقع أبناء المنطقة بالكامل في دائرة الاستغلال الاستعماري الإمبريالي واستغلال البيكاوات وزعماء العشائر التي من مصلحتها استمرار هذا الواقع المتردي في العلاقات الاجتماعية والإنسانية لصيانة مركزها الاجتماعي كزعامة تقليدية ولحماية مصالحها الاقتصادية القائمة على الاستغلال والنهب وتشريد الشعوب ونشر الفقر والاضطهاد والجهل كي لا يعي الشعب واقعه أو يسعى لتغيير هذا الواقع الفاسد وباء علاقات جديدة ينتفي منها الاستغلال والاضطهاد الذي يُعتبر محور علاقة الزعامات التقليدية والبيكاوات المحليين والاستعمار دوماً".فأين يكمن الاستغلال إذن؟ وأين هو الانتقاص من حقوق المواطنة؟ هل في الغرب كما قال في الموضع الذي أشرنا إليه من المقالة؟ أم في هذه البلدان وقد أشارهو نفسه إليها بوضوح في خاتمة المقال؟

مختصر القول: إن الأمة الآرامية بجميع فصائلها وأطيافها عليها أن توحد كلمتها وأن تعمل باتجاه واحد ألا وهو الحصول على أي حق مهما كان في البداية صغيراً أو قليلا (كوطن قومي أو منطقة حكم ذاتي أو غيره) فهو أفضل من عدم حصولنا على أي شيء! علينا أن نستوعب دروس الماضي ونعي أخطاء وقعت كان الجهل وتغليب المصلحة الذاتية على المصلحة العامة سببا أكيدا ومباشرا في كل الذي حصل لنا من انتكاسات ودمار وقتل وتخريب وتهجير قسري بشكل أو بآخر والخ.. لماذا لا نعيد النظر في استراتيجياتنا ونسعى إلى تدارك هذه الأخطاء كما يفعل العقلاء ولو لمرة واحدة؟ كفى فقد لعننا التاريخ فيما صنعه أجدادنا الآشوريون والكلدانيون من حروب فيما بينهما أدت إلى الحال التي نحن عليها اليوم. وليس عيباً أن ننتقد أخطاءنا ونقوّمها فيما فيه الخير بل العيب في أن نكرّر هذه الأخطاء مرة تلو المرة ولا نستفيد منها ونظلّ نبقي عليها في خزائن ضمائرنا!
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 27-01-2007 الساعة 08:10 PM
رد مع اقتباس