عندما يغيب العدل عن مدينتنا نصبح ضحايا ونرسل الى مقبرة الاحياء .. لكنهم نسوا ان القلب العاشق يمكن ان يملأه الحقد، وان زبد الماء قد يتحول الى دماء قانية وان الخرير العذب سيصبح هتافا وصراخا، وان النسيم اللطيف سيصبح رياحا عاتية ..
ونسوا، نسوا عندما داسو زهور الياسمين المقدسة انه سينبت مكانها آلاف الاشواك الحادة، ونسوا ان بعد الموت هناك بعث ونشور ثم حساب.. ثم عذاب.
أجل يا أخي الياس عندما يموت العدل وتنتصر إرادة الظلم وتتحكم قوة البطش فإن الكون سيصير كهوفاً مظلمة وتصبح القلوب مغاور مهجورة وتنعدم قيمة الإنسان ويصير كل شيء ظلاما دامسا لا رجاء لحياة فيه. إنها تأملات جديرة بالاحترام والقراءة اشكر لك هذه الروح من الإنسانية وهذا العمق المتجدد من استيعاب وقائع الحياة وأمورها وأنت الخبير بها مع احترامي وتقديري.
__________________
fouad.hanna@online.de
|