غاليتي سميرة
لقد قرأناها معاً وبكينا معاً ووضعت رأسك فوق صدري وضممتك بحنان لأني أصبحت بعد أن فقدت أمك وأباك، أباً وأماً لك أحس بكل همسة فيك وبكل شعور غريب ينتابك يا حبيبتي!
إن هذه المشاعر الجيّاشة لم تأت متكلّفة بل كانت صادقة وسالت بعذوبة أخذت بمجامع القلب واستقرت عميقا فيه. إنه الحس الوجداني المتأجج في النفس البشرية خاصة عندما تفقد ركني الحياة الأساسية (الأب والأم) إنه من أصعب ما يمكن أن يصوّره الأنسان ولدى قراءتي لهذا النص الجميل وبدون أية مجاملة أحسست أن المرحومين قد توفيا في هذه اللحظة. إنك استطعت بعمق مشاعرك أن تنقلينا إلى أجواء ربانية تسبح فيها الملائكة بين يدي الرب ويتصاعد بخور العطر الالهي وهو يملأ كل المكان. إنك كتبت بصدق ومن يقرأه يحسّ بهذا الصدق لأن عباراتك كانت عفوية ولكن عميقة وكبيرة وصادقة ومأساوية. وهل هناك أعظم من مثل هذه المأساة أن يفقد الانسان أبويه؟
إنك سطّرت حروف شوقك وتفاعل مشاعرك بنبل ملفت للانتباه وليس كل انسان يملك القلب والمشاعر الرقيقة التي تملكينها أيتها الحبيبة. فلك ألف قبلة وشكر على هذا النص المبدع وهذه الروح الوفية وهذا القلب المحبّ.
زوجك وحبيبك فؤاد
|