فيضُ ابتسامكِ
فيضُ ابتسامكِ لا يغني ولا يذرِ
أنتِ طعنتِ الهوى في قلبه العَطِرِ
بوحُ ابتسامكِ مشبوهٌ ومُفتَعلٌ
فيه الجفاءُ الذي بالسّوءِ من ثمرِ!
في كلّ ظلٍّ وإخصابٍ أراك هنا
في جدبِ غَرسٍ وفي الإعلالِ من شجرِ!
قد زاد وجدي من الأقداح ساقيةً
تروي جموعَ المدى من دمعةِ العبرِ
بتُّ أعاني وبات الجرحُ يعصفُ بي
لا الليلُ ليلي ولا الإصباح من قدري!
نزفٌ جراحي وأوجاعٌ على سهرِي
رحتُ بوجهي إلى مَنْ يُسعفُ سببي
لم ألق أيّاً من الأحياءِ في أثرِ!
قد كان أمسي على ما فيه من وجعٍ
كالحربِ شُنّتْ على هامي وكالحجرِ
يا ويلَ قلبي وأحلامي وخاتمتي
إنّ الوبالَ أرى في الغيثِ ينهمرِ
زمجرتُ ضعفاً وحاولتُ أقاومهُ
يا ضعفَ قلبي على ما فيه من كدرِ!
أسلمتُ أمري إلى ربّي وقلتُ له
يا مالك الأمر قد أعمى الأذى بصري!
ألطفْ بقلبي فإنّ الخلَّ آلمني
إذ جاء ذلّي وإذلالي بلا حذرِ
لستُ لأبقى على ذكرٍ له أبدا
قد ضلّ رشداً ولم يعقلْ ولم يثُرِ
ممّا رآه أتى من سوءِ فعلته
في هدم ركني الذي آواه من خطرِ.
يا ربّي لطفاً وإنصافاً فرحمتك
في وسعٍ كونٍ على ما فيها من ظفرِ
ما خابَ قطّ الذي يرجوك تمنحه
من بعض عونٍ ومن صونٍ من الضّررِ!