لا يُجيزونَ لها إبداءَ رأيٍ!
لم يخصِّ اللهُ آدمَ بالكمالِ
إنّ هذا من سخافاتِ الرجالِ
لا أظنّ أنّ منقوصاً تعاني
أمّنا حواءُ في هذا المجالِ!
مثلها مثلُ الرجال القادرينَ
تحملُ همَّ المسائلِ والعيالِ
بل هيَ تلقاها فاقتْ في كثيرٍ
من مجالاتٍ أساطينَ الع?الِ!
عقلُها لو قيل عنه لا يساوي
عقلَ رجّالٍ فذا سوءُ المقالِ!
إنّها تقوى على إثباتِ ذاتٍ
قد تبوأتِ المناصبَ في جلالِ.
ليس عند العرْبِ "أبناءِ الذّواتِ"
بل لدى شعب التحضّر والجمالِ!
أمّة الأعرابِ قومٌ جاحدونَ
يعقرونَ الأنثى في ذمِّ الخصالِ
يقدحونَ الخُلقَ منها إنْ أسرّتْ
بالذي في خاطرٍ منها و بَالِ
لا يُجيزونَ لها إبداءَ رأيٍ
وهي إنْ أبدتهُ ظلّ في العِقالِ!
أغلظوا في القولِ قالوا إنّ هذي
إحدى آياتِ الخطيئةِ والوَبالِ!
إنْ هي مالتْ إلى التعبير عمّا
في هواها قيل لن تبقى بحالِ
في الحياةِ الموتُ سترٌ ليس إلاّ
بل هو الردّعُ به نيلُ المنالِ!
"أفسدتْ" وهي الجديرةُ أن تموتَ
إنّها عارٌ بلا طرحِ الجدالِ!
أوثقوا منها لساناً قلْ شعوراً
قلْ فؤاداً في قيودٍ من حبالِ
عاقَبوها هاجمَوها دمَّروها
إنّه الجهلُ الذي مثل الجبالِ!
لم يخصِّ اللهُ خلقاً بالكمالِ
كلّنا عند العدالة في اعتدالِ
كلّنا جئنا عراةً دون اسمٍ
نذهبُ أيضاً عُراةً في ارتحالِ.
قد صنعنا في المحافلِ "معجزاتٍ"
تسمعُ فاقتْ أساطيرَ الخيالِ!
كلّهُ جهلٌ, هراءٌ وانخداعٌ
كلّه غشٌّ على وهمِ الرّمالِ!
إنّها الأنثى تعاني من قيودٍ
ما بها - منّا ترى - شهمٌ يبالي!
آه من أحكامِ ظلمٍ واعتداءٍ
آه من أفعالِ أشباه الرجالِ
نفخرُ أنّا شعوبٌ فينا وعيٌ
لا و ربّي ما لهذا من فعالِ!
نظلمُ الأنثى كما نهوى وليس
من حقوقٍ عندنا غير التعالي
إنْ هي فاهتْ بحرفٍ دونَ إذنٍ
صبحها يمسي ظلاماً من ليالي!