على الإنسان أن ينسى!
إذا الإنسانُ لا ينسى
يصيرُ في هوى كانَ
فلا مَنْ يُخبرُ عنهُ
يغيبُ فيه نسيانا.
من النسيانِ إنسانٌ
تسمّى عاش إنسانا!
حياةُ المرءِ لا تخلو
يعيشُ العمرَ أحزانا
فكلُّ حاجةٍ تلقى
بها همّاً وأشجانا
متى ما القلبُ جمّعها
وجاءَ الحزنَ خزّانا
ينوءُ ظهرُه حملا
وقلبٌ يغدو ملآنا
أظنُّ يقصرُ العمرُ
ويأتي الدفعَ أثمانا
يظلُّ الهمُّ يلحقهُ
يجزُّ منه أغصانا
ويشقي يومه حتّى
يشاءُ الموتَ مجّانا!
لماذا الهمُّ نتركه
يهدُّ منّا أركانا؟
إذا الإنسانُ لاقاهُ
وقوّى منه إيمانا
وخلّى خلف ذاكرةٍ
مصاباً كان أزمانا
ولم يقعدْ يناجيه
يعاني منه ألوانا
يعيشُ العمرَ مرتاحاً
وهذا مبدئي الآنَ!
أريدُ العمرَ أن يمضي
وما صار فقد هانَ
عليّ أنْ أجافيه
ولا أعطيه أحضانا
ولا أوليهِ منزلةً
ولا أُعلي له شأنا
ولا أقري ضيافته
فؤادي فهو أشقانا!
على الإنسان أن ينسى
وإلاّ عاش بركانا
من الآلام لا يقوى
عليها انهارَ تعبانا!
سلاحُ المرءِ نسيانٌ
وألاّ يبقى زعلانا!