[وديع القس]

وإن ابدىمواراة ...ليخفي حال ادران
يعيش تحت أثقال ...من التأنيب أطنان
أجل يا أخي :
ما أصعب حال الإنسان الذي يعيش لأشخاص لا لنفسه ان حالته هذه مدفونة تحت أوزار النفاق والكذب والإستلزام للآخر ..
هو يعكس بخنوعه توبيخا وتأنيبا ً للضمير ولم يدر اويدري في بعض الأحيان بان هذه الحالة التي يعيشها تتحول الى اثقال متعبة منهكة وسيلفظه التاريخ يوما ما في مزبلته ..
إن أجمل الكلمات يا أخي - لاهي ارقها ولا هي أعذبها بل هي أصدقها ، وإن الصادق الشجاع لايموت سوى مرة واحدة أما الجبان المنافق يموت كل يوم وربما أكثر من مرة ، وإن الصدق هوصلة روحية بين قلب الخالق والمخلوق .
وان لمثل هؤلاء يواجهن الحياة بالتمايل عليها متضايقين من استقامتها ، متأففين من عدالتها ، متبرمين من نزاهتها ومخليّن بشروطها الصادقة وحقيقتها التي لاتخفى أبدا ً.
ويجب ان يعلموا بأن الحياة ستواجههم بكيد ٍ أعظم ومكر ٍ أدهى وبالقصاص الرهيب وسيبقون تحت ثقل التوبيخ والتأنيب بلا سلام في القلب ولا راحة للضمير .
وإن الحقيقة الصادقة كالشمس ستظهر مهما حجبتها الغيوم وطغت عليها عصور الجليد - والشمس لا تخفى بالغربال يا أخي العزيز -ويؤكد روح الرب على لسان الرسول بولس -غلا 1 /8 " إن بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما " - أي مرفوضا ً ومحروما ً - ويقول " عجيب ان الشيطان يغير نفسه الى شبه ملاك نور -2 كور 11 / 14 ".
فيجب على الإنسان أن يعرف قيمة الحياة قبل أن يعرف قيمة نفسه
ولا يدع للآخرين بتقييدها ومن ثم تقويمها ، ولا بد عندما يختلي بنفسه يشعر ضمنا ً بأنه يعيش على هامش الحياة إن لم نقل حيّ بين الأموات- فيجب أن يُظهر قيود الظلمة الى النور ولن يسمح للإحباط بالدخول إلى قلبه وبهذا يمتلىء بيقين المحبة وسعادة الحياة ويزداد طمأنينة بأنه قد وضع قدمه على طريق الحياة الصحيحة والحريّة الغالية .
( وما أكثر أوجاع المنافق ، أما المتوكل على الرب فالرحمة تكتنفه - مز 31 / 10 )
لأن في محبتك للقريب والجار تبرهن محبتك لله ، لأن الله يعطينا كل ما نحتاج إليه فلنعط ِ غيرنا مايحتاج اليه مما نقدر عليه .
أخوكم وديع القس