الموضوع: أنا مهاجر
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 08-08-2006, 07:41 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,153
افتراضي

أخي أثرو كما هو الحال عندكم فإنه كذلك لدى غالبية العوائل السريانية التي هجّرت من أراضيها بالترهيب والتخويف والتقتيل. وعائلتي نزح أبي من آزخ مع والديه إلى سورية في حدود العام 1930 وكان قد سبق لجدي الياس أن قدم إلى سورية لبعض الوقت ثم عاد إلى آزخ في تركيا وقرر في النهاية اللجوء إلى سوريا لما كان يتعرض له المسيحيون من الأذى على أيدي الحكومة التركية العثمانية ومن جهة أخرى من قبل الأكراد فقد كانوا بين فكي كمّاشة. لم يكن لهم حول ولا قوة وقد ساعدت الإرساليات التبشيرية البروتستانتية والكاثوليكية في تأزيم الموقف أكثر لأنهم كانوا يرغبون في حرف هؤلاء السريان والكلدان والآشوريين عن معتقدهم.
عشنا في سوريا لغاية العام 1986 حيث هاجرنا من جملة من هاجر من البلد تاركين وراءنا كل شيء وأجمل الأشياء. استقر بنا الوضع هنا في المانيا منذ هذا العام وكان جدي من طرف ابي قد قتل في جزيرة ابن عمر وهو القس يوسف حدو ستو ورمي بجثته في نهر دجلة من قبل الأكراد مع جملة من تم قتلهم من القسان والرهبان ورجال الدين الآخرين من طائفة السريان الأرثوذكس.
أصل عائلتنا الأول هو من قرية كنكي وتدعى بالسريانية قانيق وهي في برية نصيبين نزح أجدادنا منها إلى آزخ وجزيرة ابن عمر وإسفس فيما بقي أخ من العائلة أو أكثر في كنكي لم نعد نعرف عنهم شيئاً. ومن آزخ في النهاية كما قلت هاجرنا إلى سوريا حيث أقمنا في قبور البيض ومن ثم في دير الزور ومن ثم في القامشلي وبعد ذلك في قرية بره بيت التابعة لمنطقة ديريك ومنها إلى ديريك لغاية 1986 .
إن التعديات التي طالت كل المسيحيين في تركيا العثمانية كانت قاسية وفظيعة ومن بعد ذلك في أيام الحكم التركي الجمهوري كذلك. وبلغت الأزمة ذروتها والمضايقات أشدها عندما بدأ غزو تركيا لجزيرة قبرص فعاش الشعب المسيحي في تركيا الأمرين حيث بدأت إبادات جماعية وفردية لهم.
رد مع اقتباس