لا أعتقد أن اللبنانيّين أرادوا هذه الحرب بل أنهم سيكونون آخر من يوافق على شن حرب على اسرائيل. والسبب في ذلك واضح تماما فلبنان لا يزال يعاني الكثير من نتائج الإحتلال العسكري السوري له وما تركه من تركة ثقيلة ومخلّفات بمقدورها أن تفجّر أزمة داخلية أو حربا أهلية أو خارجية ضد إسرائيل. فلبنان ينشد الأمن والسلام وهو في مرحلة بناء ونمو فكيف يمكن أن يقبل أن يكون هو السبب في كل هذا الدمار وقد أعلنت الحكومة اللبنانية علنا أنها لم تكن على علم بما جرى وهي لا توافق على ما يجري. وأن قرار الحرب اتخذ في خارج لبنان بدليل تصريحات قادة الدول المتهمة بذلك مثل وجوب رحيل اسرائيل من المنطقة أو التهديد بمحاربتها وغير تلك من التصريحات الجنونية التي تعتمد على إثارة المشاعر والنعرات العرقية والنازية وهي ستكون لهؤلاء القادة مكلفة ولن يدوم ذلك طويلا فالمحاسبة آتية آتية. لكن قلوبنا تنفطر على لبنان وما أصاب شعبه المسكين لقاء تهوّر طائش وتصرف غير محسوب لحزب الله وهذا ما صرح به أحد قادته مؤخرا حين قال: لم يكن توقعنا بأن الرد الإسرائيلي سيكون بهذا العنف وهذه الشدة! شكرا لك يا أخي الياس فالوضع في لبنان يدفعنا لأن نكتب ونشكو ونتألم ونبكي ولا لومة لنا في ذلك فنحن بشر قبل كل شيء.
|