سهرتُ
سهرتُ, أفقتُ, أجلتُ البصرْ
وأنت بعيدٌ غريبُ الفكرْ
أفقتُ أعدّ هموم اغترابي
وشئتُ أنقّي حفيف الشّجرْ
وقلتُ حدائي سريعُ النداء
فغابَ الجداءُ وما من أثرْ
نثرتُ المعاني بترب الأماني
وشئتُ الأغاني بضوء القمرْ
دنوتُ إليك, وخفتُ عليك
هتفتُ لعلّي أزيلُ الخطرْ!
لكوني وحيداً فريداً شريداً
أداوي جروحي, جموحَ الحذرْ!
شربتُ دموعي, وحنّ رجوعي
وهبّ نسيمي كزخّ المطرْ
أراك تلومُ, وأنت تدومُ
تشاءُ جفائي وتهوى السّفرْ.
حبيبي طبيبي. أعنّي تصنّي
وتلقى غرامي و ذرف العبرْ.
حزمتُ أموري وعفتُ قصوري
عبرتُ بحوري وكلّي نظرْ!
فأنت فؤادي و مهوى مرادي
تعالى دلالا بردم الحفرْ
هواك شجاني, سقاني دعاني
وأنت جفاءٌ تضاهي الحجرْ!
صحوتُ لقيتُ سريري سعيري
وأنت تهزّ, تجزّ الوترْ
تغنّي, تمنّي سهام التجنّي
ولستَ تبالي بهذا الخطرْ
سهرتُ, وطرتُ إليك بحلمي
وكنتُ بعلمي غزير الثّمرْ
سهرتُ بليلي, عبرتُ بويلي
رجوتُ دليلي وقلبي استعرْ
عزائي رجائي, يدوم بقائي
أراك قصدتَ رصدتَ الصّورْ
تشاءُ هجائي وتُشقي مسائي
وتفني رجائي بقلب القدرْ.
كتبتُ سطوري, عزفتُ شعوري
جمعتُ نسوري وكلّي انحدرْ!