عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-06-2006, 11:08 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,221
افتراضي عبقرية منسية. مشاركة: simar

عبقرية منسية

كثير من الزهرات تنمو في اطراف الصحراء دون ان يراها احد

كثير من الجواهر والدرر مدفونة في التراب وقلب البحار ولم يبحث عنها احد

كثير من العباقرة والاذكياء ماتوا مغمورين لم يكترث بهم أحدكأنسان عاش تحت السماء بشجاعة

رجل 0000مجهول لم تسلط عليه الاضواء ينطوي على فكر وقلب رائع 00دماغ 00متبحر

رمته الظروف لابعد دائرة تعليم في المحافظة هناك في قرية منسية حيث السموات لا متناهية والارض رحبة فسيحة لا تضيق على اهلها

كم انت رجل أيها البعيد 000
في زيارة مفاجأة للموجه التربوي

يدق الباب 00يدخل 00ينظر 00يتجول بنظره متعجباً مما يرى

تلاميذ 0000طاولة شبه متكسرة 00استاذ شبه جبار 00جالس خلفها غرفة من طين اسموها صف مقاعد مخلوعة

ولوح بائس الكل واجم 00على الطاولة كأس عرق نعم كأس عرق ابيض والقليل من الموالح وبعض المأكولات المعلبة

رحب الاستاذ بالزائر ودعاه للجلوس

قال الاستاذ بهدوء لا تستغرب

انا هنا 00المدير والاستاذ والمعلم والبواب 00وها هم ثمراتي امامك تلاميذي والغرفة المجاورة للصف غرفتي اشبه

بفندق بخمس نجوم فقط خمس ثقوب بالباب وهذا كاف

انظر يا زائري هؤلاء تلاميذي من الصف الاول وحتى الصف السادس

ادمج كل صفين متقاربين واعطيهم درس مشترك اي الخامس والسادس مع بعض وهكذا حتى تصل الى الاول والثاني

فسأل الزائر وكيف توفق بين صفين قال: ساعة رياضيات للسادس تقابلها ساعة عربي للخامس وهكذا

لا تستغرب سيدي انا الاول والاخير في هذه المدرسة عفواً في هذه الغرفة ومنذ زمن لم يزرني أحد سواك

ولم ار وجه ملاك تربوي يتنازل ويزور جنتي

أستسلم الموجه وقال هات صب لي كأس عرق ولو كان محرماً بات الان محللاً

كيف تحتمل كل هذا الشقاء

أن مذاق الخبز ممزوج بالدم لقد ادرك الموجه دواخل الاستاذ ومعاناته

وأخذ الاثنان يترعان العرق

فقال الاستاذ الا تختبر أحد التلامذة فقال لم لا

وكانت اجابات التلاميذ في غاية الروعة

فسأله وقال اني اراك لست بالرجل العادي هناك علامات العمق على محياك فقال :ربما

اني اكتب الشعر ولقد وضعت نظريات في علم الرياضيات

اكتب اشياء بالفلسفة اكتب القصص مولع بالادب

فقرأ بعض مما كان في حوزته وقال بالله كم من درة مدفونة تحت التراب وتسامرا تلك الليلة بالعلم قراءة الاشعار

فقال لا يمكن لعبقرية منسية ان تبقى في هذا الحال سوف اعمل على نقلك الى المدينة

لا اريد ان تعيش كبائد وكمنفي في اطراف الوطن كيف لم نسمع بك

نعم ونقله وبعد عدة سنوات توفى ذاك المفكر بمرض عضال

كم من عبقرية لم يدركها أحد ومتت كما يموت الكلب

يا للحياة قد سمته أبناً 000وأخذته غصباً
انه رجل ليس في التاريخ بل خارجه

ولكنه كان موجود 00هل اسرته ستطبع كتبه وأشعاره.
مشاركة: سيمار
رد مع اقتباس