من رسالة الغفران لأبي علاء المعري
من رسالة الغفران لأبي علاء المعري:
كتبها أبو علاء المعري في فترة عزلته، ردا على رسالة وجهها إليه علي بن منصور الحلبي، المعروف بابن القارح، تناول فيها مواضيع مختلفة في الأدب والشعر والتاريخ، فأجابه أبوالعلاء برسالة الغفران،
وجعلها قسمين، خص ثانهيما بالإجابة عن أسئلة ابن القارح. أما القسم الأول وهو الأهم- فقد تخيل المعري فيه أن ابن القارح قد صعد إلى السماء، وزار الجنة، وعرج على النار، واجتمع فيهما بكبارالشعراء والنحاة. وسماها ابن المعري * رسالة الغفران* لأن ابن القارح كان يسأل كل من يلقاه: بما
غفر لك؟ أو لما يغفر لك؟ فيكون الجواب: لأني فعلت كذا، أو قلت كذا....
وفي النص التالي لقاء بين ابن القارح والحطيئة في الجنة:
*....فيذهب، فإذا هوبيت في أقصى الجنة ، كأنه بيت أمة راعية، وفيه رجل ليس عليه نور سكان الجنة
وعنده شجرة حقيرة ثمرها ليس بنام. فيقول: يا عبد الله لقد رضيت بحقير. فيقول: والله ما وصلت إليه إلا بعد هياة ومياط،، وعرق من شقاء، وشفاعة من قريش، وددت أنها لم تكن.
فيقول: من أنت؟ فيقول أنا الحطيئة العبسي. فيقول: بما وصلت إلى الشفاعة؟ فيقول: بالصدق. فيقول: في أي شيء؟ فيقول: في قولي:
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما بهجر، فلا أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجه قبح الله خلقه فقبح من وجه، وقبح حامله
فيقول: ما بال قولك:
من يفعل الخير لا يلقى جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
لم يغفر لك به؟ فيقول: سبقني إلى معناه الصالحون، ونظمته ولم أعمل به، فحرمت الأجر عليه.
فيقول ما شأن الزبرقان بن بدر؟/وهو رجل كان الحطيئة قد مدحه ثم هجاه/ فيقول الحطيئة: هورئيس في الدنيا والآخرة، انتفع بهجائي، ولم ينتفع غيره بمديحي.
سميرة زاديكة
التعديل الأخير تم بواسطة SamiraZadieke ; 19-10-2005 الساعة 02:16 PM
|