على خارطة الجسد
دخلتُ حقل ألغامك
تصوّرتُ نفسي بارعاً
في تجنّب أهوال الدخول!
كانت كلّ معالم الخارطة
واضحة, شفّافة
تسترخي عناقيد غضبها
وتستكينُ لوعة نيرانها!
تنتظرُ قادماً
يمدّ يداً
يرمي همسة
يترك أثراً!
حاولتُ أن أقرأ
معالم هذا الحقل
الممتلىء بقنابل الدفء
وشظايا الشهوة.
شرعتُ بمسح دقيق
وأنا أحمل في يدي
آلات عشقي
وأجهزة خيالي!
وفي نفسي
أماكن توضّع هذه الشظايا,
ومواضع تواجد تلك القنابل
الموقوتة والمختزنة
في عمق الرغبة
والمغطاة بتربة رقيقة
من الحياء المترنّح
والذي ينكشف
عن هول ما تحته
من عبق الأنثى
ومن رحيق عذوبتها!
وكم كان عجبي
من أن يتمّ تصنيعُ
مثل هذه القنابل
من رفق خصر
من لين بشرة
من شموخ نهد
من استكانة صرّة
ومن سمر شفة
تسأنس مرور قبلة
هادئة تفجّرمعها
كلّ مخزونها الدفين
فيغرق الباحث عنها
بسيل من الضياع
الذي يفقده صواب المعرفة
ويضيّع عليه أثر القنابل
المزروعة في كلّ
هذه الخارطة من جسد المرأة,
هذا الجسد
الممدّد على بساط الانتظار.
لم يكن بدّ
من استكمال رحلة البحث
ومن مهمّة
إنجاز العمل.
تعثّرتُ في أوّل اختبار
وسقطتُ في أوّل معركة
فانفجرت جميع تلك القنابل
وتحوّلتُ إلى واحدة منها
لقد كان فشلا ممتعاً
وانتحاراً معقولا!
كان إخفاقاً جميلا
يترنّح على تلك الخارطة
من جسد العشق والجنون!