الصديق العزيز فؤاد
الكتابة شهقة عشقٍ مندلقة من خيوطِ الشَّمس
والإنسان بسمة طفلٍ مكلَّلة بالنَّدى
الآن في هذه اللحظة أشعرُ بشوقٍ عميق إلى الصديق فهمي زاديكه، شوق حقيقي ودافئ! أتذكّر أنّه ودّعني قبل أن يعبر المسافات، جاءني إلى بيتي العتيق في ديريك العتيقة، وهناك تحدّثنا عن طموحاتنا التي كان يغلّفّها الضباب! ضباب سميك للغاية، عبر فهمي موجة البحر وأنا عبرت سماكات الضباب! أريد أن أتوغّل عميقاً في رحاب الضباب لعلّي أجد ما خلف الضباب نقاوة البخور..
نأتي إلى الحياة فجأةً، ونرحل فجأةً وما بين الفجأتين يتلألأ كائن حي فوق خصوبةِ الحياة يريد أن يرسم قصيدة على وجنة القمر!
قضيتُ بضعةَ ليالٍ في ضيافة ألياس زاديكه في بفلندورف بصحبة آل ساغور، كانوا يأخذون الشباب امتدادهم في لعب الورق وأنا كنت آخذ امتدادي في أحلام اليقظة، أحلم أن يأويني سقفاً في سماء هذا العالم الوسيع، كنتُ أغلي في رحاب الخيال!
عبرت البحر مرة أخرى، وعبرت أحزاناً تهدُّ شموخ الجبال، وحده حرفي كان مَعيني في كل محطّات غربتي!
أحنُّ إلى طفولتي المتلألئة في رحاب الذاكرة رغم تعاستها الفسيحة، ومباهجها القليلة، طفولة نقية، عبقة مثل النعناع البرّي. والدتكَ تذكِّرني بأكوام الحنطة وبسمة السنابل، وحوشنا العتيق يذكّرني بقصيدة طازجة مفروشة فوق حدائقِ الرّوح!
عناق مفتوح على وجنة البحر
|