عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-04-2006, 08:39 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,130
افتراضي مرّت مروراً . شعر: فؤاد زاديكه

مرّت مروراً



مرّت مروراً أسعدتْ أحوالي


فغرقتُ في بحر ٍ وعُسر مجال


متحمّساً كي أسترقّ جمالها


من نظرة ملأى بكلّ خيال


تمشي وقلبي في هياج يتبع


منها الخطى في هدأة استعجال


تغري الملائك وهي في صلواتها


تسعى إلى الرحمن في إقبال


غصنٌ تناسق لا عيوبَ تناله


متناغماً في سيره القتّال


يحنو على جهة وثمّ غيرها


متمايلا كرشاقة الأطفال


والشّعرُ يفرقه الهواء بنسمة


ممشوقة تستعذبُ آمالي


والوركُ سبحان الجميل بخلقه


في روعة التكوين والإجلال


سارتْ وسرتُ والمشاعرُ تسبق


قدميّ في دعة وفي استرسال


قلتُ وأيم الله لو هي أدركتْ


إنّي ألاحق إثرها في الحال


لتوقّفتْ أدباً وصاغتْ نغمة


لتقول: مَنْ أنت؟ وغير سؤالِ.


تغري فربّ الحسن يرقص حولها


في روعة وتناغم ودلال


ظلّتْ تماطلُ والفؤاد يسوقني


عبداً ذليلا عاشقاً لغزال


أيقنتُ أنّي خائبٌ لن أقنص


منها الكلام الحلو في إقبال


أو أن أجرّ عيونها لتحسّني


كانت كطاووس الهوى المختال


سلبت عقول العاشقين بقدّها


ودلالها المغري بكلّ جمال.


قلتُ كفاني اليوم جرياً خلفها


علّ غداً قد أشتريها بمالي!


باتت تغازل رغبتي وتشوّقي


وتهزّ في بدني وكلّ مجال


ما طرفةٌ هذي ولكنْ وقعةٌ


عانيتُ منها خيبة بظلال


لم تلتفتْ صوبي وهذا أزعجَ


بل قطّعتْ في متعة أوصالي


ما كنتُ أحسبُ أنّ قلبي يصغرُ


يوما أمام الأنثى والأهوال


تطفو على ساحات عزمي طفرة


تقضي بحلّ مصيبتي و وبالي


غابت وغيّبت ِ الفؤاد تجرّه


كالكلب مربوطاً بقيد حبال


قد جئتُ أعلن عن سرابٍ خانني


ذبتُ أسى مستكثراً أثقالي.


لم أدر أنّ الحزن يعمل داخلي


ناراً وبركاناً يهدّ جبالي!


نحن الرجالَ تسوقنا أهواؤنا


نسترخصُ الأعباء في شلاّل


لا همّ يبدو غير أنْ نحظى بها


أنثى تغرّد في هوى الموّال


تأتي الوصال المرتجى لا تمنعُ

فالمنعُ كفرٌ في اعتبار رجال!

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-04-2006 الساعة 09:13 PM
رد مع اقتباس