محبرتي الموقّرة!
يا محبرتي الموقّرة ...
كم غمستُ في أحشائك ريشتي!
ودفنتُ بين أضلاعك رغبتي!
ونثرتُ في عالم لوحاتك رعشتي!
كم أخرجتُ من أعماقك
أصداف رغبة,
ومحار عشق
سربلته أنوثتك المتموّجة
مع سحر العبقريات,
التي أبدعتها خصوصيّتك
ورسمتْ هياكل عشقها
صوفيّة نزعتك
المنسكبة من رحيق الندى
والمنسوجة من عبقريّة فراستي!
أعطني وقتا إضافيّا
فقد جفّ عطاءُ حكمتي
وشهد الكون برمّته,
على عجزي,
على خيبتي!
آثرتُ أن آتيك على مهرتي!
عزمتُ على الغوص بها
إلى أرجاء محيطك الأهوج
وأنا أستعين بحنكتي!
كنت محبرتي
وصرت الآن مقبرتي!
أيتها المحبرة المتأججة,
لا تغرقيني أكثر
في بلاء أعماق لوعتي!
أعلنتُ عجزي لأنك أنثى
ولأنّ فيك كلّ شقاوة ِ.
أين صارت لوحاتي
بعد إعلان هزيمتي؟
أين ذهبت أحلامي
بعدما تكسّرتْ أجنحتي؟
أين دفنت آثار نصري؟
وكيف عبرتِ إلى حرّيتي
دونما إذن ودون رغبتي؟
لم يكن بمقدور أدم الأوّل
الانتصار عليك
فكيف بقدرتي
أستطيع إنهاء مشكلتي؟
توارثت ِالذكاء والخبث
وأساليب اللعبة ِ!
أغرزت خنجرك
في قلب الحجر
ودخلت ِ مغارتي!
أيّتها المحبرة
المخلوقة من أشكال مرارتي!
أعانت جدّتي
خيبة جدّي
أما أنت فأجهضت ِ قوّتي!
انتصرت ِ على بلادتي!
وما عدت ِ محبرتي!