بالتأكيد. سأبحث عن معلومات متاحة حول شروط العمل والأجور التقريبية في مواسم حصاد الحبوب في منطقة الموصل خلال فترة العشرينات من القرن الماضي، وهي الفترة التي سافر فيها جدك الياس حنا زاديكي.
لم تتوفر معلومات دقيقة ومفصلة في المصادر العامة عن معدلات الأجور وشروط العمل في مواسم الحصاد بالموصل تحديداً خلال عقد العشرينات من القرن الماضي. ومع ذلك، يمكننا استخلاص سياق عام لهذه الظروف بالاعتماد على طبيعة العمل السائدة في تلك الحقبة في المنطقة:
🌾 الظروف العامة لعمل عمال الحصاد في الموصل (عقد 1920)
العمل في حصاد الحبوب كان يندرج تحت فئة "العمالة الزراعية المؤقتة"، وكان يخضع لظروف عامة يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. طريقة الدفع (النظام الشائع)
* المشاركة في المحصول (الرُبع أو الخُمس): كان النظام الأكثر شيوعاً هو دفع الأجر على شكل نسبة من المحصول الذي قام العامل بجمعه أو حصاده. مثلاً، يحصل العامل على جزء ثابت (عادةً ما بين ربع إلى خُمس الحبوب المحصودة) كأجر له.
* الدفع النقدي (نادر): قد يكون الدفع نقداً (بالعملة المحلية، غالباً الروبية الهندية/الدرهم العثماني ثم العراقي) قد حدث في بعض الحالات، لكنه كان أقل شيوعاً للعمالة الموسمية القادمة من مسافات بعيدة. كان الدفع بالحبوب يُفضل لأنه يمثل قيمة غذائية مباشرة يمكن للعامل أن يحملها معه أو يبيعها في الموصل قبل عودته إلى آزخ.
* المدخرات: كانت قيمة هذه الحصة من الحبوب (أو النقود الناتجة عن بيعها) هي الهدف الرئيسي من الرحلة، وهي التي كان يعود بها جدك لدعم أسرته في آزخ.
2. شروط العمل والمعيشة
* السكن والمأكل (المضيف): كان من الشائع أن يوفر صاحب الأرض (المُلّاك أو الفلاحون الميسورون) المأوى الأساسي والطعام للعمال طوال فترة الحصاد، وغالباً ما كان المأوى عبارة عن خيام أو غرف مؤقتة قريبة من الحقول. كان هذا جزءاً من الاتفاق ويساعد في تقليل نفقات العمال.
* العمل الشاق: كان العمل يدوياً بحتاً، شاقاً جداً، ويستمر لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة (في فترة الصيف). كانت القدرة على التحمل الجسدي هي المعيار الأساسي للتوظيف.
* فترة العمل: كانت عقود العمل محددة بـموسم الحصاد، والذي قد يستمر من 4 إلى 8 أسابيع حسب حجم الأرض وكمية المحصول.
3. الاعتبارات المالية للعمال من طور عابدين
* الأهمية النسبية للأجر: حتى لو كانت الأجور المتلقاة بسيطة بمعايير اليوم، كانت تمثل فارقاً كبيراً في حياة عائلات طور عابدين في ذلك الوقت، حيث كانت القيمة الشرائية للمنتجات الزراعية في قراهم أعلى من الموصل.
خلاصة: كان الأجر في الغالب حصة عينية من الحبوب التي قاموا بحصادها، وتوفرت لهم ظروف معيشة أساسية (مأوى وطعام) أثناء عملهم الشاق في سهول الموصل.
هل تود أن أبحث عن معلومات حول دور القنصليات أو المؤسسات الدينية في رعاية أو مساعدة هؤلاء العمال المهاجرين في الموصل في تلك الفترة؟
__________________
fouad.hanna@online.de
|