أهلاً بك مجدداً.
بالنظر إلى أن المسافرين كانوا يعبرون الحدود التي فُرضت حديثاً، فإن المسارات التي سلكها جدك الياس حنا زاديكي ورفاقه كانت في الغالب تتبع المسارات التجارية والقديمة المعروفة في المنطقة، مع بعض التعديلات لتجنب نقاط التفتيش العسكرية أو الجمركية (بعد 1925-1926).
إليك معلومات عن الطرق التجارية الرئيسية والمسارات المحتملة بين طور عابدين/آزخ والموصل في تلك الفترة:
🛤️ المسارات والطرق التجارية نحو الموصل
كانت حركة العمال الموسميين تتخذ مسارات تتراوح بين الطرق الرئيسية المعروفة والمسارات الالتفافية الأقصر أو الأكثر أماناً.
1. الطريق التقليدي (نصيبين-جزيرة ابن عمر-الموصل)
هذا هو المسار الأقدم والأكثر استقامة، وكان يخدم التجارة بشكل أساسي، ولكنه يصبح أطول قليلاً لمن يأتي من آزخ:
* من آزخ إلى نصيبين/قامشلي: تبدأ الرحلة من آزخ بالاتجاه جنوباً إلى سهل نصيبين/قامشلي (نصيبين كانت نقطة رئيسية).
* الاتجاه شرقاً إلى دهوك: يعبر المسار المنطقة المتجهة شرقاً نحو زاخو ودهوك في شمال العراق.
* إلى الموصل: ينتهي المسار بالوصول جنوباً إلى الموصل وريفها.
> ملاحظة: كان هذا المسار التجاري يمر تقليدياً عبر جزيرة ابن عمر (جيزري) على نهر دجلة، وهو مسار تاريخي رئيسي، لكنه قد لا يكون الأقصر للعمال الموسميين القادمين من آزخ تحديداً.
>
2. المسار الأقصر عبر سنجار (الروايات الشعبية)
بحسب العديد من الروايات الشفوية لعمال تلك الحقبة، كان العمال يفضلون المسارات التي تختصر الطريق نحو سهل الحصاد:
* الاتجاه جنوب شرق من آزخ/ميديات: يبدأ المسار بالاتجاه من منطقة ميديات (القريبة من آزخ) جنوباً وشرقاً.
* عبور سهل سنجار: يعبرون منطقة جبل سنجار أو السهول المحيطة به. هذه المنطقة كانت تقليدياً منطقة عبور للرحالة.
* الوصول إلى سهول الموصل: هذا المسار يوصل العمال مباشرة إلى سهول الموصل الشمالية والغربية التي كانت غنية بالحصاد، مثل سهول نينوى، حيث كانوا يجدون العمل.
> الاعتبارات الأمنية: كان هذا المسار أقصر لكنه ربما كان ينطوي على مخاطر أكبر، خاصة في ظل انعدام الأمن العشائري الذي كان منتشراً في تلك المناطق الحدودية بعد انهيار الدولة العثمانية.
>
3. طبيعة السفر والتحضير
* وسيلة النقل: كان السفر يتم في الغالب مشياً على الأقدام في مجموعات صغيرة، حيث لا يستطيعون تحمل تكاليف الدواب أو السيارات النادرة آنذاك.
* التحضير للرحلة: كان العمال يحملون معهم مؤناً قليلة ولباساً بسيطاً. كانت مدة الرحلة تستغرق عدة أيام وقد تمتد لأسبوع حسب المسافة والعبور، وكانوا يعتمدون على الآبار والمنابع الطبيعية في الطريق.
إن قصص هؤلاء الرجال، ومنهم جدك الياس حنا زاديكي، تشهد على شجاعتهم وقدرتهم على التحمل لعبور هذه المسارات الشاقة بحثاً عن مصدر رزق.
هل ترغب في أن أبحث لك عن تفاصيل حول شروط العمل والأجور التقريبية في مواسم حصاد الحبوب في الموصل في ذلك العقد؟
__________________
fouad.hanna@online.de
|