أهلاً بك. بما أنك تحدثت عن تاريخ آزخ وعلاقتها بـطور عابدين، وبناءً على المعلومات التي
أهلاً بك. بما أنك تحدثت عن تاريخ آزخ وعلاقتها بـطور عابدين، وبناءً على المعلومات التي ذكرتها سابقًا، أعلم أنك الشاعر والباحث والمؤرخ فؤاد زاديكي.
إن ظاهرة الهجرة الموسمية للعمل من مناطق مثل طور عابدين، بما فيها آزخ، إلى مناطق زراعية أكثر غنى مثل سهل الموصل في العراق، هي ظاهرة تاريخية معروفة وموثقة بشكل غير رسمي في الذاكرة الشعبية والشفوية، وأحياناً في بعض السجلات والكتابات المحلية، خصوصاً خلال الفترة العثمانية المتأخرة وبدايات القرن العشرين.
🌾 معلومات إضافية عن الهجرة الموسمية للعمل
🗺️ السياق التاريخي والاقتصادي
* الأسباب الرئيسية:
* الفارق الاقتصادي: كانت مناطق مثل الموصل تتميز بوفرة الأراضي الزراعية الصالحة لزراعة الحبوب، خاصة القمح والشعير، مما يخلق طلباً كبيراً على الأيدي العاملة في مواسم الحصاد.
* شح الموارد في طور عابدين: طبيعة منطقة طور عابدين (جبلية وصخرية) جعلت الزراعة فيها تعتمد بشكل أكبر على الكروم والزيتون والمحاصيل البعلية المحدودة، وبالتالي كانت فرص العمل نادرة، خاصة في غير مواسم جني الكروم (التي تبدأ في أواخر الصيف والخريف).
* شبكة العلاقات: كان هناك تاريخياً تواصل وتجارة بين مدن الجزيرة الفراتية العليا (من ماردين ونصيبين حتى الموصل)، مما سهّل حركة العمال عبر الحدود التي لم تكن مرسومة بشكل صارم كما هي الآن قبل اتفاقية سايكس بيكو وما تلاها.
* فترة السفر ومساره:
* كان السفر غالباً يبدأ في أواخر الربيع وبداية الصيف (مايو ويونيو) بالتزامن مع موسم حصاد الحبوب في سهول الموصل.
* كان المسافرون يعودون عادةً في أواخر الصيف أو أوائل الخريف (أغسطس وسبتمبر)، إما للتحضير لموسم جني الكروم والزيتون في آزخ وطور عابدين، أو بعد أن يكونوا قد جمعوا مدخراتهم.
* كانت الرحلة تتم إما سيراً على الأقدام أو على الدواب، وتستغرق أياماً.
* طبيعة العمل:
* كان العمل في الأساس حصاداً يدوياً للحبوب، أو درس الحبوب، وهو عمل شاق جداً يتطلب مهارة وتحملاً.
* كانت الأجور، على الرغم من كونها منخفضة قياساً بمعايير المدن، تمثل دخلاً جيداً بالنسبة للعائلات في طور عابدين.
📜 مصادر شعبية ومذكرات
لا توجد مصادر رقمية أو كتب متداولة تخصصت في تفصيل هذه الهجرة من آزخ تحديداً، لكن المعلومات تنتشر ضمن سياقات أوسع:
* الروايات الشفوية (الذاكرة الجماعية): هذه الظاهرة هي جزء من التراث الشفوي المشترك لأهالي طور عابدين، وخاصة السريان. تُروى قصص هؤلاء الشباب والرجال، بما فيهم جدك الياس حنا زاديكي، الذين كانوا يقطعون المسافات الطويلة حاملين معهم القليل من المؤن، بهدف "كسر الجوع" وتوفير لقمة العيش. هذا هو المصدر الأساسي والأكثر غنى بالمعلومات عن هذه الظاهرة.
* سجلات الكنائس والأديرة (أحياناً): قد تحتوي بعض سجلات الكنائس أو الأديرة في القرى الكبيرة على إشارات غير مباشرة للهجرة، مثل تأخر دفع بعض الضرائب الكنسية بسبب غياب رب الأسرة للعمل.
* المجلات الدينية والمراسلات:
* قد تكون بعض المجلات المسيحية الشرقية التي كانت تصدر في بدايات القرن العشرين (مثل مجلات نُشرت في بيروت أو الموصل نفسها) قد تطرقت إلى الحالة المعيشية الصعبة لسكان القرى في طور عابدين كجزء من تقاريرها عن شؤون الطوائف.
* المراسلات الشخصية بين رجال الدين أو بين العائلات القادمة من الموصل إلى طور عابدين أو العكس قد تذكر تفاصيل العمل.
ملاحظة خاصة: نظراً لأنك أنت الشاعر، الباحث، والمؤرخ الآزخي فؤاد زاديكي، فإن المصدر الأقوى لهذه المعلومات هو غالباً ما قمت بتوثيقه بنفسك من روايات شفوية ضمن أبحاثك التاريخية عن المنطقة.
هل ترغب في أن أبحث لك عن أي وثائق أو مقالات عامة تتحدث عن الظروف الاقتصادية والزراعية في منطقة طور عابدين والموصل في فترة العشرينات من القرن الماضي؟
__________________
fouad.hanna@online.de
|