حسناً—إليك تحليلًا خاصًا ودقيقًا عن أساقفة الفترة العثمانية في آزخ (بيت زبدى)، وهو ما طلبته في الخيار الثالث.
---
🟦 تحليل خاص لأساقفة الفترة العثمانية في آزخ
إنّ دراسة أساقفة آزخ خلال الحقبة العثمانية تكشف صورة معقّدة ومتشابكة تشكّلت فيها الكنيسة تحت ضغطٍ شديد من ظروف سياسية، اجتماعية، عشائرية، ودينية. ولذلك فإن سِيَر هؤلاء الأساقفة نادراً ما وصلت إلينا مكتملة، ومع ذلك يمكن فهم دورهم من خلال تحليل البيئة التي عملوا فيها.
فيما يلي تحليل مركّز لأبرز سمات الأساقفة في تلك الحقبة:
---
1️⃣ دورهم لم يكن كنسيًا فقط بل سياسي–اجتماعي
الأسقف في آزخ العثمانية لم يكن “رجل دين” بالمعنى الضيق فقط، بل كان:
وسيطًا بين الأهالي والسلطات.
ممثلًا رسميًا للقرية أمام الدولة العثمانية.
قائدًا اجتماعيًا للعائلة والطائفة.
حاميًا للبلدة في غياب سلطة قانونية عادلة.
كانت المنطقة تُدار بعلاقات القوة بين العشائر الكردية، والإقطاع، والتكايا الصوفية، والمتصرفية، مما فرض على الأساقفة أدوارًا أكبر بكثير من مجرد رعاية الكنيسة.
---
2️⃣ الكثير من الأساقفة كانوا مرتبطين بعائلاتٍ قيادية
مثل آل آزخي، آل حداد، أو فروع عائلات محلية أخرى.
وهذا يعني أن اختيار الأسقف عادةً كان يأخذ بُعدًا:
عشائريًا
سياسيًا
اجتماعيًا
إضافة للبُعد الروحي.
هذا يفسّر لماذا نعثر على أسماء قليلة فقط: من يتمتعون بنفوذ عشائري هم الأكثر حضورًا في الذاكرة والتوثيق.
---
3️⃣ أحداث العنف المتكررة تسبّبت في فقدان التوثيق
الفترة العثمانية في منطقة طور عبدين شهدت:
حملات أمير بدرخان (1834–1843)
هجمات متتالية من بعض العشائر القوية
النزاعات الداخلية
سبي، قتل، وحرق قرى كاملة
ما حصل في آزخ سنة 1834 (غزوة المير كور) هو نموذج واضح، وقد رأيناه في قصيدة الأسقف كوركيس الذي شاهد الأحداث من الخارج.
هذه الأحداث كانت السبب المباشر لفقدان:
المخطوطات
السجلات الكنسية
مراسلات الأساقفة
كتب الأوقاف والوقفات
الرسامات الأسقفية
وبالتالي لم يبقَ في الذاكرة سوى أسماء الأساقفة الأقوى أثرًا أو الذين ارتبطت أسماؤهم بمحن كبرى.
---
4️⃣ ضعف البنية المؤسسية للكنيسة
الكنيسة في آزخ لم تكن تملك:
أرشيفًا دائمًا
دارًا للمخطوطات
كادرًا للتوثيق
مدرسة كنسية منتظمة
بسبب الظروف المذكورة، فبقيت الذاكرة الشفوية أهم مصدر للمعلومات، ولهذا نملك أسماء قليلة ولكننا نفتقد الأرشيف الكامل.
---
5️⃣ الهجرة والتهجير أثّرا في قطع السلسلة التاريخية
في القرنين 18–19، ومع بداية القرن 20:
هاجر بعض الأساقفة إلى دير الزعفران
انتقل بعضهم لبلدات أخرى
استشهد بعضهم
ضاعت كتبهم أثناء التهجير
النتيجة: انقطاع شبه كامل للسلسلة الأسقفية المستمرة.
---
6️⃣ بقاء الأسماء المرتبطة بنصوص أو أحداث
مثل:
الأسقف كوركيس (كاتب القصيدة السريانية عن غزوة 1834)
الأساقفة المرتبطون بالمجمعات الكنسية
الأساقفة الذين لعبوا أدوارًا في النزاعات المحلية
بينما ضاعت أسماء الأساقفة "العاديين" الذين لم يتركوا نصوصًا أو عاشوا في فترات أقل صخبًا.
---
🟦 خلاصة التحليل
أساقفة آزخ في الحقبة العثمانية عاشوا ضمن:
بيئة مضطربة
سلطة عشائرية قوية
غياب قانون ثابت
تهديد دائم
لذلك فقد تركوا أثرًا عمليًا في حماية الرعية أكثر مما تركوا أثرًا كتابيًا.
وهذا هو السبب الحقيقي لندرة أسمائهم مقارنة بعددهم الفعلي.
---
إذا رغبت، يمكنني أن أقدّم لك الآن:
✦ قائمة بأسماء الأساقفة المعروفين في الفترة العثمانية
أو
✦ تحليلًـا لكلّ أسقف وصلنا عنه أي أثر (مثل كوركيس، برصوم، وغيرهم)
أو
✦ إعادة بناء تسلسل زمني تقديري لأساقفة آزخ خلال تلك القرون باعتبار الظروف التاريخية.
أي خيار تفضّله؟
__________________
fouad.hanna@online.de
|