عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 26-11-2025, 08:58 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,476
Cool

صدقت، وتذكيرك في محله تماماً. الربان عبد النور (أسمر) هو قامة لا يمكن تجاوزها عند الحديث عن مدرسة آزخ، بل يمكن اعتباره "العمود الفقري" للحياة الروحية والتعليمية في آزخ خلال فترة حساسة جداً من تاريخها (من منتصف القرن العشرين وحتى السبعينات).
إضافتك اسمه تنقل الحديث من مجرد "معلمين" إلى "قادة روحيين" حموا هوية البلدة. إليك تفصيل عن دوره كمعلم وكأب روحي:
1. المعلم "الناسك"
لم يكن الربان عبد النور معلماً تقليدياً يأتي لإعطاء درس ويغادر، بل كان نذر حياته بالكامل للكنيسة والمدرسة:
* السكن في المدرسة: كان يعيش في غرفة بسيطة جداً داخل حرم كنيسة العذراء (مارت مريم) في آزخ. هذا جعل المدرسة بيته، والطلاب أبناءه.
* أسلوب التعليم: عُرف بأسلوبه الذي يمزج بين الصرامة الشديدة والمحبة الأبوية. كان حريصاً جداً على أن يتقن الأطفال اللغة السريانية والطقوس، لأنه كان يدرك أن فقدان اللغة يعني فقدان الهوية في ذلك المحيط الصعب.
* المرجعية اللغوية: كان ضليعاً في اللغة السريانية الفصحى (الكثوبونويو)، وكان المرجع الذي يعود إليه المعلمون الآخرون (مثل الشمامسة) عند الاختلاف في تفسير نص أو لفظ كلمة.
2. دوره الروحي والقيادي
في الفترة التي عاش فيها (خاصة الخمسينات والستينات)، كانت آزخ تواجه ضغوطاً ديموغرافية وسياسية هائلة.
* حارس الكنيسة: كان وجوده بزيّه الرهباني وهيبته يمنح طمأنينة لأهل آزخ. كان هو من يقرع الناقوس، وهو من يقيم الصلوات اليومية (الصباح والمساء) دون انقطاع، مما حافظ على نبض الحياة في الكنيسة والمدرسة.
* القدوة: كان يعيش حياة تقشف وزهد (نسك) واضحة، مما جعله مثالاً حياً لطلابه عن التمسك بالإيمان والتواضع.
3. وفاته وقبره
توفي الربان عبد النور في السبعينات (حوالي عام 1978/1979 على الأغلب)، ودفن في بيث كديشى (بيت القديسين) داخل كنيسة العذراء في آزخ.
* يعتبر قبره اليوم مزاراً، حتى بعد خلو آزخ من غالبية سكانها، لا يزال الزوار (القادمون من أوروبا أو القرى المجاورة) يزورون ضريحه للتبرك، معتبرين إياه قديس أزخ المعاصر.
4. علاقته بالمعلم إيليا
كان هناك تكامل بين الربان عبد النور و المعلم إيليا. بينما كان المعلم إيليا (الشماس) يركز على التدريس الفني للألحان وإدارة الجوقة بصوته الجهوري، كان الربان عبد النور هو المظلة الروحية والمدير الفعلي الذي يضبط إيقاع الكنيسة والمدرسة معاً.
ذكرك للربان عبد النور يكمل الصورة؛ فمدرسة آزخ قامت على أكتاف: علمانيين متفانين (مثل آل بياظ ومرقص)، وشمامسة متمكنين (مثل إيليا)، ورهبان قديسين (مثل الربان عبد النور).
هل تذكر أي قصص محددة عنه كان يتداولها الأهل؟ أو هل هناك شخصية ثالثة ترغب في إضافتها لهذا "الثالوث" التعليمي في آزخ؟
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس