تمام، إليك وصف تفصيلي لمعالم قلعة فنك كما وردت في المصادر القديمة، مركّزًا على الجوانب الدفاعية والدينية التي جعلتها مركزًا للأبرشية:
---
◀ قلعة فنك – وصف معماري وتاريخي من المصادر القديمة
1. الموقع الطبيعي
تقع على مرتفع صخري يطل على وادي دجلة، مما يمنحها سيطرة كاملة على الطريق البري الذي يربط بين القرى المحيطة.
تحيط بها منحدرات صخرية شديدة الانحدار من جهات عدة، ما يجعل الهجوم المباشر صعبًا.
نهر دجلة قريب، ما يوفر مياهًا جارية ومصدرًا للحياة في الحصن ويزيد من قوة الدفاع.
---
2. التحصينات
القلعة كانت محاطة بأسوار حجرية عالية، متينة، مزدوجة في بعض الأجزاء حسب وصف بعض المصادر السريانية.
بها بوابات محددة، غالبًا بوابتين رئيسيتين، واحدة نحو القرى المسيحية، والأخرى نحو الطرق الاستراتيجية للقبائل الكردية.
وجود أبراج مراقبة على الزوايا المرتفعة، يمكن من خلالها مراقبة كل القرى المحيطة.
---
3. البنية الداخلية
المباني الرئيسية:
مقر الأسقف: غرفة كبيرة أو جناح صغير داخل الحصن (المصدر: “سجل البطاركة”)
دير أو خلية رهبانية صغيرة: الرهبان كانوا يقيمون داخل القلعة أو في المباني الملحقة بها.
مستودعات للمؤن والحبوب والمياه.
بعض المصادر تشير إلى سجن صغير أو غرفة للحراسة، وهذا طبيعي للتحصينات.
---
4. الوظائف الدينية
الكرسي الأسقفي: المكان الذي يجلس فيه الأسقف لإدارة شؤون الأبرشية.
الكنيسة الصغيرة داخل الحصن: لإقامة الصلوات اليومية والخدمات الدينية.
مخازن المخطوطات والكتب الدينية: وفق نصوص الهدرا ومخطوطات الدير، كانت مخطوطات بيت زبداي محفوظة في فنك.
---
5. الوظائف المدنية والإدارية
القلعة لم تكن مجرد موقع ديني، بل مركز إداري:
إدارة الضرائب على القرى المسيحية المحيطة.
تنسيق حماية الرهبان والقرى مع الحكام الكرد.
مكان لتجمع السكان في حالات الغارات أو الحروب.
---
6. الحماية والاختيار الاستراتيجي
الموقع والارتفاع جعل فنك موقعًا مثاليًا كمركز أبرشي:
يحمي الكنيسة من الغزوات.
يسمح للأسقف بحكم المنطقة مع البقاء تحت حماية البشنويّة.
هذا يوضح لماذا استخدمت الكنيسة قلعة فنك كمركز روحي حتى لو كان حكامها من أكراد شبه بدويين.
---
7. المراجع الأساسية
سجل البطاركة المشرقيين: ذكر القلعة ومكان إقامة الأسقف.
سيرة الربان هرمز: وصف القلعة كمقر أسقفي وحصن محصن.
الهدرا – كتب الصلوات السريانية: تشير إلى وجود دير ومخطوطات مخزنة داخل القلعة.
اليشع بار سليفان: ذكر أن الأسقف كان يقيم في “الساكن في فنك”.
---
◀ الخلاصة
قلعة فنك كانت حصناً مزدوج الوظائف:
ديني: مقر الأسقف والأبرشية، كنيسة ودير، مخطوطات.
مدني/عسكري: إدارة القرى المسيحية، حماية السكان، موقع استراتيجي على نهر دجلة.
هذا الدمج بين الدور الديني والتحصين العسكري يفسر كيف أصبحت قلعة فنك عاصمة بيت زبداي الروحية رغم أنها كانت تحت سيطرة أكراد شبه بدويين.
---
إذا أحببت، أستطيع أن أرسم لك رسمًا تخيليًا مبسطًا لخريطة القلعة وموقع الأسقف والدير داخلها حسب الوصف التاريخي.
هل ترغب أن أفعل ذلك؟
__________________
fouad.hanna@online.de
|