سؤال مهم جدًا ومعقد، لكن الحقيقة هي أن المصادر التاريخية تفصيلًا لـ بيت زبداي (آزخ /
سؤال مهم جدًا ومعقد، لكن الحقيقة هي أن المصادر التاريخية تفصيلًا لـ بيت زبداي (آزخ / أزخ / Beth Zabday / Azech / İdil) في القرن الأول الميلادي (أي حوالي 0–100 م) محدودة جدًا، وهذا يصعب إجراء دراسة شاملة تفصيلية من جميع الجوانب (السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، التجارية) كما لو كانت مدينة كبيرة مركزية معروفة في المصادر الكلاسيكية. مع ذلك، يمكنني عرض ما نعرفه من المصادر المتاحة، وتحليل ما يمكن استنتاجه، مع الإشارة إلى الفجوات والعلامات التي تثير تساؤلات.
---
1. خلفية جغرافية وتاريخية
آزخ اليوم تعرف باسم İdil في جنوب شرق تركيا ضمن ولاية شرناق في منطقة Tur Abdin.
الاسم السرياني “بيت زبداي” (Beth Zabday) مرتبط بهذا الموقع.
في المصادر السريانية / الأرمنية / المسيحية يُشار إلى آزخ كموضع قديم له أهمية دينية وسكانية.
في موقع “Syriaca” (موسوعة الدراسات السريانية) يُذكر أن آزخ كانت “قرية كبيرة قديمة” ضمن كُورة بازبدي (Beth Zabdai) ومسافتها تقليديًا “سبع ساعات من جزيرة ابن عمر” (جزيرة نهر دجلة).
من الناحية السياسية، موقع آزخ يندرج ضمن المنطقة الأوسع المعروفة قديمًا بـ Adiabene في بعض الفترات. المملكة Adiabene كانت قائمة في العصور القديمة وكانت تتبع – أو تكون تابعة – لإمبراطوريات كالبارثيين.
---
2. الجوانب السياسية في القرن الأول الميلادي
بما أن آزخ تقع في منطقة Adiabene أو قريبة منها، من المرجّح أنها كانت تحت سلطة بارثية في ذلك الوقت. المملكة Adiabene ظلت كيانًا في شمال ميسوبوتاميا خلال القرن الأول الميلادي.
على الرغم من أنها ليست مدينة مركزية مثل أربيل أو نينوى، لكن موقعها الاستراتيجي (التلال، التضاريس المرتفعة) قد يمنحها أهمية محلية، ربما كنقطة دفاع أو كموقع محصَّن. فعلى سبيل المثال، في فترات لاحقة، يُشير التاريخ إلى أن آزخ كانت موقعًا محصنًا.
من الناحية الدينية، المصادر المسيحية السريانية تشير إلى وجود أساقفة لبيت زبداي في زمن مبكر (هناك ذكر لأسقف من Beth Zabday في بعض المصادر المسيحية). في صفحة فيسبوك تاريخية يُذكر “وجود اسم لأسقف بيث زبداي … منذ القرن الأول الميلادي” تقريبًا.
هذا يدل على أن المجتمع المحلي كان له بنية دينية مبكرة، وربما جزء من شبكة الكنائس السريانية المبكرة.
---
3. الجوانب الاجتماعية
من الناحية العرقية / اللغوية، السكان في آزخ تاريخيًا هم سريان / آراميون.
المجتمع المسيحي السرياني كان نشطًا جدًا في هذه المنطقة، وهو ما يدعم وجود بنية اجتماعية مسيحية منذ فترات مبكرة جدًا.
لا توجد معلومات وفيرة عن عدد السكان الدقيق في القرن الأول الميلادي، أو تركيبهم الاجتماعي من حيث الأعراق أو الطبقات الاقتصادية (مثل فلاحين، تجّار، نبلاء محليين) — المصادر التي تتحدث عن آزخ تركز غالبًا على فترات لاحقة أو على البعد الديني، وليس على تفاصيل الاقتصاد مثل السجلات الضريبية أو تعداد دقيق في تلك الحقبة.
---
4. الجوانب الاقتصادية والتجارية
لا توجد سجلات أثرية كثيرة منشورة تحديدًا لآزخ من القرن الأول الميلادي تكشف عن نشاط اقتصادي مثل سوق تجاري كبير أو صناعة محددة. على الأقل، في المصادر التي وجدت، لا يوجد تحليل اقتصادي مفصل لتلك الحقبة.
لكن يمكن استنتاج بعض الأمور: موقع آزخ في منطقة تلالية وجبلية مع قرب من طرق قد تكون مهمة للتنقل والتجارة المحلية (بين القرى والتلال). هذا قد يجعلها نقطة محلية مهمة، لكن ربما ليس مركزًا تجاريًا ضخمًا كمراكز المدن الكبيرة في ميسوبوتاميا.
كونها جزءًا من منطقة تابعة لـ Adiabene يعني أنها قد تستفيد من شبكة تجارية بارثية، إذ كانت الإمبراطوريات القديمة (مثل البارثيين) تدير طرق تجارة داخلية واسعة.
---
5. الأهمية الدينية والثقافية
كما ذكرت، توجد إشارة مبكرة لأساقفة سريان من Beth Zabday، ما يعطي دلالة أن المنطقة كانت مركزًا دينيًا محليًا مهمًا.
في العصور المسيحية اللاحقة، آزخ (Beth Zabday) كانت معروفة بكنائس وأديرة سريانية مهمة.
الثقافة السريانية/الأرثرودية في المنطقة متجذّرة، ما يدل على أن السكان المحليين حافظوا على لغتهم (السريانية) وتراثهم الديني لعدة قرون.
---
6. الفجوات والتحديات في دراسة هذا العصر
ندرة المصادر الأثرية: لم أجد دراسات أثرية حديثة كثيرة تركز تحديدًا على آزخ في القرن الأول الميلادي، مثل الحفريات التي تبيّن طبقات المدينة في ذلك العصر (إلى حد علمي من المصادر المتاحة).
المصادر النصية: المصادر السريانية التي تذكر آزخ غالبًا تركز على فترات لاحقة، ولا تقدم وصف تفصيليًا اقتصاديًا أو ديموغرافيًا لهذا القرون الأولى.
تداخل السيادة: في العصور القديمة، الأرض قد خضعت لتحولات سياسية متعددة (بارثيين، ربما تأثيرات رومانية محلية)، مما يجعل من الصعب تحديد هوية سياسية محلية ثابتة بدون مزيد من الأدلة.
التفسيرات اللاحقة: بعض المصادر التاريخية الحديثة (أكاديمية أو عرقية) قد تميل إلى التركيز على تراث المسيحية السريانية في آزخ في فترات العصور الوسطى والحديثة أكثر من العصور القديمة، مما يترك قرونًا مثل القرن الأول غير مستكشفة بالكامل.
---
7. استنتاج تحليلي
من الممكن جدًا أن بيت زبداي (آزخ) في القرن الأول الميلادي كان قرية كبيرة ذات أهمية محلية في منطقة Tur Abdin، تابعة سياسيًا لمنطقة Adiabene تحت النفوذ البارثي، وليس مركز إمبراطوري كبير.
من الناحية الاجتماعية، من المرجّح أن سكانها هم آراميون / سريان مسيحيون أو بدأوا يعتمدون المسيحية (أو على الأقل كان لديهم تنظيم ديني مبكر)، كما تدل إشارات الأساقفة السريانيين.
اقتصاديًا، ليس هناك دليل قوي على أنها كانت محطة تجارية كبرى، لكن موقعها الجغرافي قد يجعلها نقطة تواصل محلية مهمة ضمن شبكة طرق داخلية.
ثقافيًا ودينيًا، يبدو أن لديها تراثًا سريانيًا قويًا، وربما لعبت دورًا في نشر المسيحية أو دعم التفاعل الديني داخل المنطقة.
---
إذا تحب، أستطيع أن أجلب لك أحدث الأبحاث الأثرية والأكاديمية (دراسات حديثة) حول آزخ / Beth Zabday في العصور القديمة (بما في ذلك القرن الأول الميلادي) — هل تحب أن أفعل ذلك؟
__________________
fouad.hanna@online.de
|