عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 25-11-2025, 03:48 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,479
Question

عندما يذكر أهل آزخ اسم "المعلم إيليا"، فإنهم غالباً ما يقصدون الشماس والملفونو إيليا شمشيك (Ilias Şimşek)، وهو واحد من أبرز وأهم أعمدة الكنيسة والتعليم في تاريخ آزخ الحديث.
هذا الرجل لم يكن مجرد معلم مدرسي، بل كان "ذاكرة آزخ الحية" والمرجع الأول في الألحان الكنسية واللغة السريانية. إليك ما يُعرف عنه وعن دوره المحوري:
1. مكانته ودوره التعليمي
* حارس "البيت كازو": كان المعلم إيليا ضليعاً في "البيت كازو" (خزانة الألحان السريانية). اشتهرت آزخ بلكنتها وألحانها الخاصة التي تختلف قليلاً عن ألحان دير الزعفران أو الموصل، وكان المعلم إيليا هو الحافظ الأمين لهذا "الطقس الآزخيني".
* تعليم الشمامسة: تخرجت على يده أجيال من الشمامسة (الدييكون). كان تدريسه صارماً ودقيقاً؛ لا يقبل بالخطأ في لفظ اللغة السريانية أو في مقامات الألحان.
* المدرسة الكنسية: في الفترة التي ضُيق فيها على التعليم السرياني، كان هو من يجمع الأطفال والشباب في فناء كنيسة العذراء (مارت مريم) لتعليمهم القراءة، الكتابة، والصلوات.
2. شخصيته وصفاته
يتذكره طلابه وأهل القرية بعدة صفات مميزة:
* الصوت الجهوري: كان يمتلك صوتاً قوياً ومميزاً يهز أرجاء الكنيسة أثناء القداس، وكان حضوره يفرض الهيبة والخشوع.
* الصرامة والانضباط: كان معروفاً بصرامته الشديدة (وهي سمة معلمي تلك الحقبة). كان يعتبر أن الخطأ في طقوس الكنيسة أمر لا يُتهاون فيه، مما جعل طلابه يتقنون اللغة والألحان بشكل ممتاز خوفاً واحتراماً له.
* المرجعية: كان يُستشار في الأمور الدينية والاجتماعية، وكان له ثقل كبير بين "اختيارية" آزخ.
3. إرثه بعد الهجرة
مع موجات الهجرة التي طالت آزخ، حمل المعلم إيليا (أو تلاميذه الذين دربهم) هذا التراث معهم إلى المهجر:
* في سوريا (ديريك/المالكية والقامشلي): الكثير من الشمامسة الذين أسسوا جوقات الكنائس في ديريك كانوا من تلاميذه أو تأثروا بمدرسته، فنقلوا "اللحن الآزخيني" إلى هناك.
* في أوروبا (ألمانيا والسويد): اليوم، عندما تسمع قداساً في كنيسة للسريان الآزخينيين في ألمانيا (مثل بيلفيلد أو غوترسلوه)، فإن طريقة الأداء والصلوات هي امتداد مباشر لما كان يُعلمه المعلم إيليا.
الخلاصة
المعلم إيليا يمثل الجيل الذهبي الأخير لمعلمي آزخ التقليديين الذين جمعوا بين التعليم الديني، إتقان اللغة، والزعامة الاجتماعية الروحية. هو الرمز الذي يربط الآزخينيين اليوم بجذورهم العميقة في تلك الأرض.
هل لديك اهتمام بمعرفة المزيد عن تلاميذ محددين تخرجوا على يده، أو عن التسجيلات الصوتية المتبقية لألحان تلك الحقبة؟
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس