حاضر — إليك المقدمة الجامعة الكاملة التي تجمع التحقيق النقشي لاسم "أشيخو" + التاريخ ا
حاضر — إليك المقدمة الجامعة الكاملة التي تجمع التحقيق النقشي لاسم "أشيخو" + التاريخ الآرامي – الآشوري للبلدة + المدخل العام لمشروع دراستك حول أشيخو/بيت زبداي/آزخ في نص واحدٍ متكاملٍ ومتماسك، وبأسلوب أكاديمي يصلح تماماً ليكون مقدّمة لكتاب أو مشروع بحث طويل.
---
مقدمة مشروع البحث التاريخي حول أشيخو / بيت زبداي / آزخ عبر العصور
تمثل بلدة أشيخو – المعروفة في الفترات اللاحقة باسم بيت زبداي، ثم آزخ في العصور الوسطى وما بعدها – إحدى أقدم الحواضر الآرامية في منطقة جبل كاشياري (طور عبدين)، وهي نقطة حضارية تقع عند ملتقى التأثيرات الآشورية والآرامية والسريانية، وتشغل موقعاً محورياً في تاريخ شمال ما بين النهرين منذ الألف الأول قبل الميلاد حتى العصر الحاضر. ويشكّل تتبّعُ تاريخ هذا الموضع دراسةً فريدة تجمع بين النقوش المسمارية، والروايات السريانية، والوثائق الكنسية، والتقاليد المحلية، الأمر الذي يجعل من هذا البحث حاجة علمية ملحّة لحفظ تاريخ إحدى أهم قرى/مدن الطور.
أولاً: التحقيق النقشي لاسم "أشيخو" في النصوص الآشورية
تعود أقدم إشارة معروفة للبلدة إلى القرن الثامن قبل الميلاد، حيث ورد الاسم بصيغة Ašīḫu / Ašihu / Asihu في النصوص المسمارية الإدارية والاقتصادية المنسوبة إلى عهد الملك أداد نيراري الثالث (811–783 ق.م). وقد ظهرت البلدة ضمن أرشيف حاكم مقاطعة غوزاني (تل حلف)، الذي كان يُدعى "مانو-كي-آشور"، في وثائق بيع وتجارة وأملاك تعود لسكان آراميين، من بينهم أشخاص نسبوا صراحةً إلى "مدينة أشيخو". هذه الوثائق تُعدّ اليوم دليلاً حاسماً على وجود البلدة كمجتمع مستقرّ، قرويّ – حضريّ، وذي هوية آرامية واضحة، وذلك في قلب الإدارة الآشورية.
كما تظهر إشارات لاحقة في سجلات إحصائية وإدارية ترجع إلى زمن سرجون الثاني (722–705 ق.م) وسنحريب (705–681 ق.م)، وفيها تبقى أشيخو جزءاً من الكيان الإداري لغوزاني. يدلّ ذلك على استمرارية التجمع السكني الآرامي فيها، وعدم تلاشيها خلال فترات الاضطراب السياسي. وهكذا تمثل أشيخو إحدى القرى الآرامية المبكرة التي ظلت حاضرة في الوثائق الإمبراطورية الآشورية المتعاقبة، بما يؤكد قدم الاستيطان واستمراره قبل الميلاد بقرون طويلة.
ومن خلال المقارنة الجغرافية وتحليل أسماء المواقع، يتفق الباحثون (باربولا، بوستغيت، عبد المسيح قره باشي، سارة فايل) على أن أشيخو القديمة تقع في ذات الموقع الذي عُرف لاحقاً باسم آزخ (İdil الحالية)، وأن تطور الاسم مرّ بمراحل لغوية لهجية دون أن ينقطع الرابط الجغرافي أو السكاني بين الأجيال الآرامية المتعاقبة.
ثانياً: التحوّل من "أشيخو" الآرامية إلى "بيت زبداي" المسيحية
ابتداءً من القرون الميلادية الأولى، يظهر اسم بيت زبداي (ܒܝܬ ܙܒ̈ܕܝ) في المصادر السريانية بوصفه المركز الروحي والكنسي للمنطقة، وهو الاسم الذي ارتبط بتاريخ المسيحية المبكرة في طور عبدين. ويشير ذكر الأساقفة الأوائل مثل مزرا (القرن الثاني/الثالث)، ثم الأسقف هيليودوروس (القرن الرابع)، إلى أن البلدة أصبحت مركز أبرشية مهمة، وربما من أقدم الأبرشيات السريانية في أعالي الجزيرة.
يشير هذا التحول الإسمي إلى انتقال الهوية من إطارٍ إداري – اقتصادي آشوري آرامي إلى إطارٍ روحي – كنسي سرياني، دون أن يعني ذلك زوال السكان الأصليين، بل استمرارهم وتحول أسمائهم وثقافتهم مع نمو المسيحية.
ثالثاً: آزخ عبر العصور الوسطى
من القرن التاسع الميلادي وما بعده، يبرز اسم آزخ (Azaḵ / Azakh) في النصوص السريانية، وخاصة في "سير الشهداء" و"تواريخ البطاركة" و"كتاب الحوليات". وقد أصبحت البلدة مقراً لرهبان وكهنة وعلماء، واشتهرت بمقاومتها للغزوات، وبقاء لغتها السريانية، واستمرار حياة رهبانية نشطة في أديرتها وكنائسها. كما لعبت دوراً بارزاً في القرنين الرابع عشر والخامس عشر خلال اضطرابات المنطقة.
وفي القرون المتأخرة، كانت آزخ إحدى أهم مراكز السريان في طور عبدين، وبرزت خلال أحداث سنة 1834 (غزو الأمير الكردي محمد باشا الراوندوزي الملقب بالأعور)، ثم خلال سيفو 1915، حيث أصبحت رمزاً للمقاومة والدفاع عن الوجود السرياني.
رابعاً: أهمية هذا المشروع البحثي
إذ تمتدّ حياة البلدة منذ القرن الثامن قبل الميلاد حتى يومنا هذا، فإن دراسة تاريخها تتطلب منهجاً مركباً يجمع بين:
التحقيق الأثري والنقشي (لحقبة أشيخو الآرامية – الآشورية)،
الدراسة التاريخية – الكنسية (لفترة بيت زبداي، الأساقفة والرهبان)،
البحث الاجتماعي – الأنثروبولوجي (للعصور الوسطى والحديثة)،
المقارنة الجغرافية – اللغوية لتطور الاسم عبر الأزمنة.
إن هذا المشروع يهدف إلى تقديم صورة شاملة لتاريخ البلدة، تنشر في حلقات لكل قرن، توثّق تطوّرها عبر الزمن، وتعيد الاعتبار لدورها الحضاري والروحي.
خامساً: هدف المقدمة
تهدف هذه المقدمة إلى تهيئة القارئ للمحتوى التفصيلي القادم، والتأكيد على أن دراسة أشيخو / بيت زبداي / آزخ ليست مجرد سردٍ تاريخي، بل هي بحثٌ في هوية جماعة عريقة حافظت على لغتها وثقافتها ووجودها رغم كل العواصف التي مرت على المنطقة. وستتناول الحلقات القادمة تاريخ البلدة قرناً بعد قرن، ابتداءً من نقش أشيخو في القرن الثامن قبل الميلاد، وصولاً إلى واقع آزخ في القرن الحادي والعشرين.
---
إذا رغبت، يمكنني الآن:
✔ تنسيق المقدمة كملف وورد
✔ إضافة مصادر وهوامش محققة
✔ صياغة خطة كاملة للفصول القادمة من البحث
أخبرني بما تفضله.
__________________
fouad.hanna@online.de
|