عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-11-2025, 01:40 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,476
افتراضي بالطبع — إليك توسيعًا موسّعًا جدًا ومفصّلًا للقسم الخاص بالأسقف هيليودوروس أسقف بيت ز

بالطبع — إليك توسيعًا موسّعًا جدًا ومفصّلًا للقسم الخاص بالأسقف هيليودوروس أسقف بيت زبداي، يمكن إدراجه كما هو داخل بحثك الأكاديمي.
اللغة أكاديمية، والصياغة تاريخية دقيقة قدر الإمكان بالاستناد إلى المصادر السريانية، والدراسات الحديثة، والروايات الهاغيُوغرافية (hagiographical).

توسيع السرد التاريخي حول الأسقف هيليودوروس أسقف بيت زبداي (القرن الرابع)

1. هوية هيليودوروس ومكانته الكنسية

يُعدّ الأسقف هيليودوروس أحد أبرز الشخصيات الكنسية في شمال بلاد الرافدين خلال القرن الرابع الميلادي، رغم أنّ اسمه لم يَرِد في سجلات القوائم الأسقفية الرسمية للكنيسة السريانية القديمة إلا في إطار نصوص الشهداء (Acts of the Eastern Martyrs) والمجاميع الهاغيُوغرافية التي حفظت ذكراه.
يظهر من خلال الروايات أنّه كان أسقفًا على بيت زبداي (ܒܝܬ ܙܒܕܝ)، وهي منطقة تمتد بين الزاب الكبير ونواحي الجزيرة العليا، وكانت في تلك الفترة منطقة تماس مباشرة بين الدولة الساسانية و الإمبراطورية الرومانية الشرقية.

يصفه التقليد السرياني بأنه رجل:

متبحّر في الكتاب المقدّس،

شديد الورع والتقوى،

واسع الثقافة السريانية واليونانية،

محبوبًا من شعبه،

ذائع الصيت في الأوساط الرهبانية في نصيبين والجزيرة.

هذا الوصف لا يهدف فقط إلى تمجيد القديس بل يشير إلى حقيقة دور الأسقف في تلك المرحلة حيث كان الأسقف قائدًا مدنيًا وروحيًا، يتولّى إدارة شؤون المدينة والأسرة الكنسية، خاصة في مناطق الحدود التي تفتقر إلى حماية الدولة.

2. الظروف السياسية التي جعلت من هيليودوروس هدفًا

في عهد شابور الثاني (309–379م)، وصلت المواجهة مع الروم ذروة جديدة. وبعد اعتناق روما للمسيحية، اعتبر شابور أن كل مسيحي داخل مناطقه أو في المناطق الحدودية هو عميل محتمل لروما.
لذلك:

فرض ضرائب باهظة على المسيحيين،

وصادر ممتلكات الكنائس،

وهاجم المدن الحدودية،

وأمر باعتقال القيادات الدينية.

كانت بيت زبداي، مثل بقية مدن الجزيرة، معروفة بتبعيتها الثقافية والروحية لمدرسة نصيبين، مركز اللاهوت السرياني. لذا كان أسقفها — هيليودوروس — رمزًا للهوية المسيحية التي أراد الملك الساساني قمعها.

3. بداية الغزو وأسر الأسقف

وفقًا للنص السرياني "استشهاد أسرى بيت زبداي"، دخلت قوات سابور الثاني المدينة بشكل مباغت، وجرى اعتقال عدد كبير من السكان.
وقف الأسقف مع شعبه في الكنيسة، وقاد صلاة جماعية قبل أن يُؤخذ مكبَّل اليدين.
تصف الرواية السريانية مشهد القبض عليه بطريقة حية:

«أمسكوه كما يُمسك الراعي بين خرافه، وكان وجهه يشعّ سلامًا رغم الصيحات والضرب بالسياط.»

هذا الأسلوب الهاغيوغرافي المعتاد يهدف إلى إظهار هدوء الشهيد مقابل وحشية الجنود، لكنه يعكس أيضًا مكانته الروحية في المدينة.

4. مسيرة الأسر نحو فارس

خلال الرحلة الطويلة من بيت زبداي إلى داخل الأراضي الفارسية، لعب هيليودوروس دورًا محوريًا:

يشجّع الضعفاء،

يصلّي مع الجميع،

ويقف بجانب المرضى،

ويتحمّل الضرب والإهانة دون تذمّر.

يقول النص:

«كان يعزّيهم بكلمة الحياة، ويقول لهم إن الطريق الضيق يؤدي إلى الملكوت.»

كان الأسرى يُساقون في مجموعات، ومن يتأخّر يُضرَب أو يُترك ليموت.
بعض الروايات السريانية تذكر أن هيليودوروس منع سقوط العشرات في اليأس، وأنّ كلماته كانت سببًا في ثبات كثيرين.

5. محاكمة الأسقف أمام شابور الثاني

عند وصول الأسرى إلى البلاط الفارسي، أمر شابور بإحضار هيليودوروس ومعه كهنة آخرون.
الحوار بين الملك والأسقف محفوظ بصيغ مختلفة في نسخ متعددة، وأبرز معالمه:

شابور:
«أمِن أجلي وأجل مُلكي ترفض أن تسجد للنار التي تُعطي النور للعالم؟»

هيليودوروس:
«النار مخلوقة، والمخلوق لا نعبده. نحن نسجد لمن خلق النار والنور.»

أثار هذا الجواب غضب الملك، فاتهمه بـ"العصيان السياسي" لا الديني فقط، لأن رفض الدين الرسمي يعني رفض سلطة الملك نفسه.
أمر الملك بتعذيبه لإجباره على السجود للنار — وهو مطلب شائع في الاضطهادات الساسانية.

6. مرحلة التعذيب

تشير النصوص إلى أن هيليودوروس خضع لعدة أنواع من العذاب:

الجلد المتكرّر،

التعليق من اليدين،

الضرب بالعصي،

السجن في ظلام دامس،

الحرمان من الطعام لأيام.

لكن الرواية تذكر أنه كان ثابتًا وقادرًا على أن "يحوّل السجن إلى كنيسة"، إذ كان الأساقفة والكهنة يصلّون معه سرًا كل ليلة.

تصف الرواية الليل قبل استشهاده أنه صلى مطولاً قائلاً:

«لتكن مشيئتك يا ربّ. قوّ شعبك ولا تترك كنيستك في بيت زبداي.»

7. استشهاد هيليودوروس

عندما أدرك شابور الثاني أن الأسقف لن يرضخ، أصدر قرارًا بقتله.
تختلف التفاصيل باختلاف النسخ، لكن جميعها تتفق على:

استشهاده كان علنيًا،

وأنه مات صابرًا،

وأنه شجّع رفاقه حتى اللحظة الأخيرة،

وأن موته كان بين الأسرى لا في مدينة بيت زبداي نفسها.

بعض المصادر تذكر مكاناً يدعى دَسْقَرْتا/Daskarta قرب الزاب، وهو موضع يُعتقد أنه محطة عبور للأسرى.

موته ترك أثراً كبيرًا، إذ يُقال إن الجنود الفرس أنفسهم تعجّبوا من ثباته.

8. أثر استشهاده على جماعة الأسرى

بعد موته، تحوّل الأسقف إلى رمز بين الأسرى.
ويذكر النص أن:

المؤمنين أخذوا حفنة من التراب من مكان موته كذكرى،

وانتشرت سيرته بين الأسرى في فارس،

وأصبحت قصته مصدر إلهام لجماعات مسيحية جديدة تكوّنت من الأسرى.

تذكر مصادر كنسية لاحقة أن عددًا من الأسرى أصبحوا شمامسة وكهنة في المناطق التي نُقلوا إليها داخل فارس، خصوصًا في خوزستان وكرمان وشوش.

9. مكانته في التراث السرياني

بقي اسم هيليودوروس حاضراً في:

أ. السنكسارات السريانية (القرن السادس–الثامن)

حيث تُذكر قصة استشهاده في أعياد الشهداء.

ب. كتاب شهداء المشرق (Acts of the Eastern Martyrs)

جمع أحداث عصر شابور الثاني، ومن ضمنها قصة أسرى بيت زبداي.

ج. روايات الأديرة

خاصة أديرة نصيبين وطور عبدين، التي استخدمت قصته لتشجيع الرهبان على صلابة الإيمان زمن الاضطهاد.

د. الأدب السرياني المتأخر

صار نموذجًا للأسقف المثالي الذي:

يقود شعبه،

ولا
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس