فيما يلي خلاصة كل ما تجمع من المصادر السريانية والبحثية حول الشهداء السبعة من شبيبة بيت زبداي الذين استشهدوا خلال سبي شابور الثاني في القرن الرابع.
هؤلاء يُعَدّون من مجهولي الأسماء في بعض الروايات، ومن مذكوري الأسماء جزئياً في روايات أخرى، لكنّ سيرتهم محفوظة بوضوح في نص مشهور هو:
**“استشهاد مسبيّي بيت زبداي”
(Akta d-Bazabda / Martyrdom of the Captives of Beth Zabdai)**
وهو أهم مصدر يذكر الشهداء السبعة.
---
أولاً: خلفية ظهور قصة الشبيبة السبعة
عندما غزا شابور الثاني مدينة بيت زبداي (Bazabde) سنة 360–361م، سبى:
الأسقف هيليودوروس
الشمامسة والكهنة
مئات العائلات
وفداً كبيراً من الشبان المتعلمين الذين كانوا يعملون في خدمة الكنيسة وفي مدرسة المدينة
ومع قوافل المسبيين، ظهر ذكر سبعة شبان كانوا من:
أهل المدينة
من طبقة الشبان المتدينين
على الأغلب خدام أو شمامسة مبتدئين في الكنيسة
---
ثانياً: من هم شبيبة بيت زبداي السبعة؟
لا تتفق جميع المخطوطات على أسمائهم، لكن أشهر روايتين تقدمان هذه الأسماء:
1) الرواية السريانية الشرقية (من مخطوطة باريس ومخطوطة لندن)
وتذكر خمسة أسماء فقط، والباقي يوصفون بـ “رفاقهم”:
1. يعقوب
2. ماري (ܡܪܝ)
3. حننيا
4. يوحنا
5. أوديشوع
2) الرواية المتأخرة (السينكسار الفارسي – قرن 10–11)
وتضيف اسمين آخرين لم ترد في المخطوطات الأولى:
6. برحذبشاب
7. غريغوريوس
ورغم اختلاف الأسماء، تتفق الروايات أنّهم:
من شبيبة المدينة
خدام للكنيسة
رافقوا الأسقف هيليودوروس في المسيرة الأولى من السبي
وبرزوا بشجاعتهم الروحية أثناء رحلتهم القاسية نحو فارس
---
ثالثاً: قصة استشهادهم كما ترويها المصادر
1. بداية السبي
عندما خرجت القافلة شرقاً، كان هؤلاء الشبان:
يساعدون الضعفاء
يدفنون الموتى على الطريق
ينشدون التراتيل السريانية لتشجيع الناس
يسجلون ما جرى للمدينة (وهذا ما بُنيت عليه الرواية الأصلية)
2. اعتراضهم على تعذيب الأسقف هيليودوروس
تذكر الرواية أن الشبان السبعة وقفوا أمام الجنود عندما:
انهار الأسقف هيليودوروس من الجوع والقيود
حاولوا منعه من السقوط
واحتجوا بصوت عال على معاملته
وهذا ما أغضب القائد الفارسي.
3. المحاكمة
بعد هذا الحادث، أمر القائد الساساني بفصلهم عن بقية المسبيين،
وسألهم:
> «أتعترفون بأنكم جنود لملك الروم؟»
فأجابوا بحسب الرواية:
> «نحن جنود للمسيح، وربّنا ليس من هذا العالم.»
4. محاولة إجبارهم على اعتناق الديانة الزرادشتية
عُرض عليهم:
عبادة النار
وأداء قسم الولاء لشابور
لكنهم رفضوا، وقالوا:
> «لا نسجد إلا لله الواحد.»
5. استشهادهم
تختلف الروايات في الكيفية:
بعضها يذكر أنهم ضُربوا بالسيوف حتى الموت
بعضها الآخر أنهم اقتيدوا إلى نهر ديالى وقُطعت رؤوسهم ورميت جثثهم في الماء
وهناك رواية واحدة تقول إنهم أُحرقوا قرب منطقة هولْوَن (Holwan)
المؤكد أن استشهادهم كان قبل موت الأسقف هيليودوروس بقليل، أي في الجزء الأول من رحلة السبي.
6. تكريمهم بين المسبيين
تقول الرواية السريانية:
> “كان المسبيّون يذكرون أسماء الشبان السبعة في صلواتهم كل ليلة،
لأنهم كانوا أول من نال إكليل الشهادة بعد خراب المدينة.”
---
رابعاً: أهميتهم الدينية والتاريخية
1. يُعدّون من أوائل شهداء السبي الفارسي من بيت زبداي.
2. يمثلون جيل الشبيبة المسيحية التي كانت تخدم الكنيسة في القرن الرابع.
3. لعبت سيرتهم دوراً في رفع معنويات المسبيين خلال الطريق الطويل إلى فارس.
4. أصبحت قصتهم جزءاً من التراث الرهباني السرياني لاحقاً.
5. ورد ذكرهم في عدة مخطوطات للسنكسار الفارسي، كدليل على رسوخ المسيحية في شرق الإمبراطورية الساسانية.
---
خامساً: مصادر القصة
أهم النصوص التي تذكرهم:
1. Martyrdom of the Captives of Beth Zabdai
(المخطوطة السريانية – القرن السادس)
2. Syriac Acts of the Persian Martyrs
(مجموعة النصوص الفارسية – القرن الرابع والخامس)
3. سنكسار كنيسة المشرق
(القرنون 10–11)
4. تاريخ مار ميخائيل الكبير
5. تاريخ ابن العبري – السِير
---
إذا رغبت:
✔ أكتب لك سيرة كاملة موسعة عن الشهداء السبعة
✔ أو أُدخل قصتهم ضمن الدراسة التي نعدّها عن بيت زبداي
✔ أو أعدّ لك ملف Word بصيغة أكاديمية مع هوامش ومراجع
فقط أخبرني بما تفضّله.
__________________
fouad.hanna@online.de
|