عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-06-2025, 10:36 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,566
افتراضي حواريّة بينَ مُعلِّمٍ و تِلمِيذِهِ الشاعر السوري فؤاد زاديكي

حواريّة بينَ مُعلِّمٍ و تِلمِيذِهِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكي

التِّلميذُ:
يا سَيِّدَ الحرفِ, يَهدِي وجهةَ السُّفُنِ ... و اللّيلُ يُسْدِلُ أثوابًا على سَكَنِي

ما النّورُ قُلْ لي متَى تُغْشَى بَصٍيرَتُنا؟ ... و هلْ نُفِيقُ، إذا ما الوعيُ فِي الوَسَنِ؟

المعلِّمُ:
كُنْ أنتَ، لا تَتْبَعِ الآثارَ في قَلَقٍ ... في العَقلِ مَنْبعُ إشراقٍ بِمُؤتَمَنِ

العِلمُ زادُكَ، فانْهَلْ من مَواهبِهِ ... لا تُطْفِئِ النّورَ، حِينَ الروحُ فِي وَهَنِ

التِّلميذُ:
لكنْ رأيتُ طُغاةَ الجَهلِ تَعبُرُنا ... كأنّنَا وهمُ فِكرٍ طَائشٍ عَفِنِ

هل نَبتغي العَدلَ في أرضٍ تُبدِّدُنا؟ ... و تَستبيحُ طُموحَ الحُرِّ بِالمِحَنِ؟

المعلِّمُ:
كُنْ صَادقَ الحُلمِ، لا تَخشَى تعثُّرَهُ ... فالمُبتَلِي هُوَ مَنْ يَخشَى مِنَ العَلَنِ

و احمُلْ بقلبِكَ شوقَ العلمِ في شَغَفٍ ... فالحرفُ يُغنِيكَ عَنْ سَيفٍ و عَنْ وَطَنِ

التِّلميذُ:
عُذرِي بأنّي رأيتُ الصّمتَ مُنتَشِرًا ... و الحقُّ يُذْبَحُ في أسَواقِ ذِي فِتَنِ

هل للكِتابِ كلامٌ بعدَ ما صَمَتَتْ ... أفواهُهُ في دروبِ الزَّيفِ و الوَهَنِ؟

المعلِّمُ:
الحرفُ حَيٌّ، و مهما اِعتَدَى زَمَنٌ ... صوتُ الحقيقةِ فينا، أحْسَنُ الحَسَنِ

هُوَ الرّفِيقُ إذا ما زَلَّتِ القَدَمُ ... و هْوَ الشّجِيُّ كَعَزفِ العاشِقِ الفَطِنِ

التِّلميذُ:
يا سيِّدَ الحرفِ، قد أَنشَدْتَ أغنيةً ... من رِقَّةٍ، كُنتَ فيها الزّهرَ بِالفَنَنِ

سأسلُكُ النّورَ، ما جَهلٌ يُعَكّرُني ... و أجعَلُ العِلمَ مِشوَارًا إلى شَجَنِي

المعلِّمُ:
بُورِكتَ يا أمَلًا، فيكَ الصّباحُ بدَا ... قد آنَ للصُّبحِ أن يَصفُو على زَمَنِ

كُنْ ناصِعَ القلبِ، لا تَرضَى دَنَاءَتَهُ ... و املأْ حياتَكَ بالأقلامِ و اللُّبَنِ

التِّلميذُ:
هذِي يدِي، فَبِهَا ما سوفَ يجعَلُنَا ... نَمضِي مَعًا نَحوَ فَجْرٍ شَامِخِ السَّنَنِ

إنّي عَرَفتُ سَبيلَ النّورِ مِنْ فمِكُم ... فالحرفُ مِيثاقُنَا الغَالِي إلى الكَفَنِ
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 04-06-2025 الساعة 01:21 PM
رد مع اقتباس