إيقاعاتُ الوجدِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكي
ضَبْطُ المَشَاعرِ إيقاعٌ بِهِ طَرَبُ ... فَنٌّ رَفِيعٌ و ذَوقٌ قالتِ الكُتُبُ
يَخْتالُ وزنًا دقِيقًا في مَهَارَتِهِ ... وَ الْعَزْفُ يَحلو على أوتارِهِ اللّعِبُ
إنّ المشاعرَ بُركانٌ و إنْ خَمَدَتْ ... في بعضِ حينٍ، فهذا ليسَ يُحْتَسَبُ
عندَ الضّرورةِ في إعلانِ رغبَتِها ... اَلوَجدُ بَادٍ و بالإبداعِ مُلتَهِبُ
في الحرفِ صَمتٌ، يَراعُ الشِّعرِ يُنْطِقُهُ ... روحٌ تُحلّقُ، إرهاصاتُها تثِبُ
عُمْقُ التّأثُّرِ مَحسُوسٌ بِروعَتِهِ ... فَيْضُ المَعَاني مِنَ المضمُونِ يَنسَكِبُ
و النَّبضُ يَنْسُجُ ألحانًا مُرَقْرِقَةً ... يَسري بها الصَّدحُ، و الإحساسُ يُحْتَسَبُ
في كلِّ ومضةِ فكرٍ فِكرَةٌ سَطَعَتْ ... تُهدي العُقولَ بيانًا صَفْوهُ لَهَبُ
و الحُسنُ يُومِضُ من بينِ السُّطورِ إذا ... خَطَّ الخَيالُ معَ الإلهَامِ ما كَتَبوا
هَذا هُوَ الوجدُ، في الإبداعِ نارُهُ ما ... تَخْبُو و إنْ خَمَدَتْ يومًا، فَتَلْتَهِبُ
يسمو به الحرفُ، و الأوزانُ ناطقةٌ ... بالنَّظْمِ، و النّبضُ في المعنى بِهِ طَرِبُ
فاسْمَعْ لصوتِ الحروفِ الآنَ، إنّ بِهَا ... روحَ القصيدِ، و في الأرواحِ تَنسَكِبُ