لَيْلَةُ الذَّوَبَانِ بقلم: فؤاد زاديكي
لَيْلَةُ الذَّوَبَانِ
بقلم: فؤاد زاديكي
هَا أَنْتَ... وَهَ ا أَنَا...
لَا كَلِمَاتٌ بَعْدَ الْآنِ، لَا وَعْيَ، لَا خَوْفَ.
فَقَطْ أَنْفَاسٌ تَتَخَالَطُ، وَ جُسُومٌ تَتَدَثَّرُ بِلَمْسَةِ الْجُنُونِ.
أَسْحَبُكَ إِلَى سَرِيرٍ تَشْتَمُّ أَلْحَفَتُهُ شَذَى الرَّغَبَاتِ الْمُتَصَاعِدَةِ.
أُرْدِيكَ عَلَيْهِ بِلَطَافَةِ الْمُتَمَرِّسَةِ بِفُتُونِهَا.
أَرْكَبُكَ شَوْقًا... أَرْسُمُ عَلَى صَدْرِكَ قُبَلًا مُبَعْثَرَةً، تَتَزَاحَمُ مَعَ الْهَمَسَاتِ الْمُشْتَعِلَةِ.
أُسَافِرُ بِسَفِينَةِ شِفَاهِي فِي بِحَارِ جَسَدِكَ، أُفَتِّشُ عَنْ جُزُرِ النَّشْوَةِ الْمُخْتَبِئَةِ.
أَجِدُهَا... وَزأُشْعِلُهَا لَهِيبًا، تُنْبِتُ مِنْكَ تَأَوُّهَاتٍ مُتَقَطِّعَةً، تُذِيبُنِي فِي قَعْرِ الرَّغْبَةِ.
تَنْفَجِرُ يَدَاكَ تَحْتَ جِلْدِي، تُقَلِّبَانِي كَمَا تَقْلِبُ الْعَاصِفَةُ سَفِينَةً صَغِيرَةً، تَبْحَثُ عَنْ مَرْفَإٍ فِي طَوْفَانِ الْمُتْعَةِ.
أَتَمَدَّدُ عَلَيْكَ، أَلْتَحِمُ بِكَ، حَتَّى تَكُونَ أَنْتَ جِلْدِي وَ نَفَسِي وَ رَجْفَتِي.
تَسْتَحْضِرُنَا الرَّغْبَةُ حَيَوَانَيْنِ بَرِّيَّيْنِ، نَتَعَارَكُ عَلَى قِطْعَةِ لَذَّةٍ نُحَطِّمُ فِيهَا جُمِيعَ الْقُيُودِ.
أُفَكِّكُ مَا بَقِيَ مِنْ خَجَلٍ، وَ تَفُكُّ أَنْتَ مَا بَقِيَ مِنْ صَبْرِي. نَتَدَافَعُ، نَتَدَفَّقُ، نَلْتَهِبُ.
صَوْتُ أَنْفَاسِنَا يَصْبَحُ نَغْمَةً وَحِيدَةً.
أَرْتَجِفُ تَحْتَ أَنْفَاسِكَ، وَ أَنْتَ تَنْصَهِرُ بَيْنَ أَضْلُعِي.
كُلُّ قُبْلَةٍ تُوقِظُ مَوْجَةً، كُلُّ لَمْسَةٍ تُشْعِلُ نَارًا.
كُلُّ اِلْتِصَاقٍ يُحَوِّلُنَا إِلَى نَجْمَةٍ تَتَفَجَّرُ فِي فَضَاءِ الْمُتْعَةِ الْكَوْنِيَّةِ.
لَا نَتَوَقَّفُ... لَا نَرْجِعُ.
حَتَّى يُسْقِطَنَا الْهَوَى فِي غِيبُوبَةِ النَّشْوَةِ، وَ يَحْمِلُنَا الْإِرْهَاقُ عَلَى جَنَاحِ الرِّضَا.
ثُمَّ... نَتَضَاحَكُ صَامِتَيْنِ، وَ نَتَعَانَقُ كَأَنَّنَا خُلِقْنَا لِهَذِهِ اللَّحْظَةِ وَحْدَهَا.
آهٍ... يَا لَهَا مِنْ لَيْلَةٍ... حَيْثُ يُكْتَبُ الْعِشْقُ بِجَسَدَيْنِ مُتَوَحِّدَيْنِ، وَ تُقْرَأُ الْمُتْعَةُ بِلُغَةٍ لَا يَفْهَمُهَا إِلَّا الْمَجَانِينُ بِالْحُبِّ.
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 29-04-2025 الساعة 03:26 AM
|