جَفّتْ دُمُوعِي
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
جَفَّتْ دُمُوعِي لأنّ الهجرَ يُوجِعُنِي ... و لوعةُ الشوقِ زادتْ لا تُوَدِّعُنِي
يَقسُو حبيبٌ, و لم يأبَهْ لِكارِثَتِي ... حينَ اسْتَجَرْتُ بِهِ و الحزنُ يَلذَعُنِي
لَمْلَمْتُ جُرحِي على أكتافِ خَيبَتِهِ ... أحسَسْتُ نفسِي كأنّ الدَهرَ يَخْدَعُنِي
العينُ تَسْعَدُ بالرُّؤيَا متى نَظَرَتْ ... نَحوَ المُحَيَّا و مِنها السِّحرُ يَدْفَعُنِي
صَوبَ التّألُّقِ في نَظمٍ يُوَاكِبُهُ ... ما أبدَعَ الحرفَ حينَ العِشقُ يُخْضِعُنِي
لِلبَوحِ دَفعًا و في مِحرابِ هَيكَلِهِ ... يَسعى التّوَاصُلَ, ليتَ الوصلَ يَجمَعُنِي
في مَنْ أحِبُّهُ مِنْ رُوحي و ذا أمَلٌ ... يَخبُو سَعِيرُهُ إمّا جاءَ يَرْدَعُنِي
عَمَّا أحاوِلُ في جَهدي تَواصُلَهُ ... يَزدَادُ هَمِّيَ و الأوجاعُ تَصْفَعُنِي
هَلْ مِنْ لِقاءٍ يُزِيلُ الحُزنَ, يَقطَعُهُ؟ ... أخشَى صُدُودَهُ إنْ جاءتْ تُقَطِّعُنِي