خيبةُ الأملِ بقلم: فؤاد زاديكى
خيبةُ الأملِ
بقلم: فؤاد زاديكى
خيبةُ الأملِ شعورٌ مريرٌ يُصيبُ الإنسانَ عندَما يُواجِهُ صَدمةً نتيجةَ فشلِ توقّعاتِه أو خِذلانِهِ ممّن وَثِقَ بِهم. و هيَ من أعمقِ التّجاربِ النّفسيّةِ، التي تُؤثّرُ على حياةِ الإنسانِ، إذ تَزرعُ في داخِلِه إحساسًا بالحُزنِ و الإحباطِ، و قد تَتركُ أثرًا دائمًا في قلبِهِ يصعُبُ التّخلّصُ منهُ بسهولةٍ.
عندَما يَتعَرّضُ الإنسانُ لخيبةِ أملٍ متكرّرةٍ، فإنَّ ذلكَ يُؤدّي إلى زعزعةِ الثقةِ بالنَّفسِ و بالآخَرينَ، فيُصبِحُ أكثرَ حذرًا في تَعامُلِه معَ الناسِ، و يتردّدُ في بَناءِ علاقاتٍ جَديدةٍ خَوفًا منَ التعرّضِ لخيبةٍ أخرى. و هكذا، يَتفاقمُ الشُّعورُ بالوحدةِ و الانطواءِ، ما يَجعلُ الإنسانَ يَعيشُ في دائرةٍ مُغلَقةٍ مِنَ القلقِ و الشكِّ و الخوفِ منَ المستقبلِ.
إضافةً إلى ذلكَ، تُؤدّي خيبةُ الأملِ إلى عُقمِ التّواصُلِ بينَ الأشخاصِ، حيثُ تَتراجَعُ الرّغبةُ في الحوارِ و التَّعبيرِ عنِ المشاعِرِ، إذ يَخشى المُخيَّبُ أملُهُ أن يُعيدَ تَجربةَ الخِذلانِ مَرّةً أُخرى. و مَع الوقتِ، يُصبِحُ التّواصُلُ سطحِيًّا و جافًّا، ما يَجعلُ العلاقةَ الاجتماعيّةَ بينَ الأصدقاءِ تَصلُ إلى أسوأ حالٍ، فتَضيعُ مشاعرُ المَودّةِ و يَسودُ البرودُ و الجفاءُ.
لا شكَّ في أنَّ خيبةَ الأملِ تَختبِرُ قُدرةَ الإنسانِ على التَّحمُّلِ و الصُّمودِ، لكنَّ الإغراقَ فيها قد يُدمِّرُ العلاقاتِ الإنسانيّةَ و يَجعَلُ الحياةَ كئيبةً. لذا، مِنَ الضّروريِّ أن يَتعلّمَ الإنسانُ كيفَ يَتجاوَزُها بالصّبرِ و التفاؤلِ، و ألّا يَجعلَها حاجزًا يَمنَعُهُ منَ المُضيِّ قُدُمًا في حياتِه بثقةٍ و إيجابيّةٍ.
المانيا في ٦ آذار ٢٠٢٥
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 24-03-2025 الساعة 07:40 AM
|