أطوارُ الحياةِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
هذي حياةٌ علينا أن نُواجِهَهَا ... وَعيًا و صبرًا و فَهْمًا، كُلّما سُبُلُ
ضَاقتْ بِعيشٍ و زادتْ في تَوَجُّهِهَا ... نَحْوَ انسِدَادٍ، لئلّا يُفقَدَ الأمَلُ
ذاكَ السّبيلُ إلى الأحلامِ نَبلُغُها ... نورٌ مُضِيءٌ معَ الأيّامِ، مُكْتَمِلُ
نَسعَى الدُّرُوبَ و إنْ ضَاقتْ مَسالِكُها ... فَفي الرّجاءِ لَنا للعينِ مُكتَحَلُ
في كلِّ أفقٍ تَراهُ العينُ مُنْطَلَقٌ ... فيهِ الهَناءُ، الذي يَسْعَاهُ مُؤتَمِلُ
للدّهرِ حُكمٌ و لكِنَّا على أمَلٍ ... في أن نُوَاصِلَ مَسعًى، عَلَّنا نَصِلُ
ما مِنْ تَمَنٍّ و إلّا في بَواعِثِهِ ... دَأبٌ نشيطٌ، و دَفْعٌ ليسَ يَنْفَصِلُ
عَمًّا مَسَاعٍ إلى الأهدافِ اِنطلقَتْ ... حتّى تُحَقِّقَ مَرْجُوًّا، و مَا العَجَلُ
خَطٌّ بِنَهجِهِ تَقويمٌ إنِ انعَوَجَتْ ... عَنهُ الدُّرُوبُ ففيهِ العدلُ مُعْتَدِلُ
نورٌ مُضيءٌ لنا في روحِهِ فَرَجٌ ... يَمحُو الظّلامَ، و منهُ الخيرُ يَمْتَثِلُ
نُحيي شُجُونًا كما نبغي بِمَسلَكِنَا ... هذي حياةٌ و في أطوارِها الأجَلُ
المانيا في ١٠ ديسمبر ٢٤