وَقْعُ المَآسِي
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
إِنَّنَا نَعْتَادُ فِي وَقْعِ الْمَآسِي ... طَعْمَ مُرٍّ فِي مَدًى صَعْبٍ وَقَاسِ
نَحْسِبُ الْأَيَّامَ فَجْرًا فِي دُجَاهَا ... وَ هْيَ جَمْرٌ كَاللَّظَى فِي صَحْنِ كَاسِ
يَسْتَبِيحُ الدَّهْرُ آمَالَ الْأَمَانِي ... ثُمَّ يَجْتَاحُ الرُّؤَى دُونَ الْتِمَاسِ
نَبْتَغِي فِي ظِلِّهَا يَوْمًا هَنِيئًا ... كَيْ يَغِيبَ الْحُزْنُ فِي طَيِّ التَّنَاسِي
نَسْأَلُ الدُّنْيَا: أَلَا يَبْدُو رَجَاءٌ؟ ... رَدَّتِ الرِّيحُ: اشْرَبُوا نَخْبَ الْأَمَاسِي
كَمْ غَرَسْنَا الزَّهْرَ فِي حِرْصٍ مُحِبٍّ ... فَاسْتَبَاحَتْنَا صِعَابٌ لَا تُوَاسِي
غَادَرَ الْأَحْبَابُ، مَا شَاءُوا رُجُوعًا ... وَ اغْتَرَبْنَا فِي شَتَاتٍ وَ انْتِكَاسِ
كَيْفَ نُخْفِي حُزْنَنَا فِي عُمْقِ نَفْسٍ ... وَ الْمَدَى يَشْكُو وُجُودًا دُونَ نَاسِ؟
نَحْتَسِي آهَاتِ صَدْرٍ بِاعْتِمَالٍ ... كَأْسَ عُمْرٍ زَادَ عَنْ حَدِّ الْقِيَاسِ
حُلْمُنَا فِي لَيْلِهِ أَبْدَى حُزُونًا ... رُبَّمَا أَخْفَى سَرَابًا بِالْأَسَاسِ
غَيْرَ أَنَّ الصَّبْرَ فِي أَضْلَاعِ رُوحٍ ... قَدْ تَمَنَّى رَاحَةً بَعْدَ انْتِكَاسِ
المانيا في ٦ ديسمبر ٢٤