أمّةُ الجَهْلِ
أمّةٌ مَغرُوسَةٌ في وَحْلِهَا ... بالتّعَالِي مِنْ دَوَاعِي جَهْلِهَا
كُلّما أغْنَتْ عُلُومٌ وَاقِعًا ... حَاذَرَتْ مِنْهَا بِمَا في كُلِّهَا
كيفَ يُرْجَى الخَيرُ من أخلاقِها ... عندَ بُعْدٍ عَنْ مَرَامِي أصْلِهَا؟
إنَّهَا غَاراتُ أوهَامٍ سَطَتْ ... ثمّ سَارَتْ في تَهَادِي مَهْلِهَا
كلَّما أبْصَرْتَها في غَفْلَةٍ ... جَرَّهَا وَهْمٌ لِمَنْحَى ظِلَّهَا
بِانْكِمَاشٍ وَاضِحٍ مُسْتَسْلِمٍ ... لا تَرَى فَجْرًا لَيَالِي سَهْلِهَا
قد بَنَتْ أوهَامَهَا فِي رُؤيَةٍ ... ضَلَّلَتْ ما يَنْبَغِي مِنْ عَقْلِهَا
إذْ أدَارَتْ وَجْهَهَا عَنْ عِلْمِها ... لَيسَ مِنْ بَعْدٍ و لَا مِنْ قَبْلِهَا
مُوجِبَاتُ الجَهْلِ في أَطْوَارِهَا ... أوْرَثَتْ عِبْئًا غَدَتْ مِنْ خِلِّهَا
غَيرَ أنّ النَّفسَ فِي تِيْهِ الهَوَى ... لَازَمَتْ كُرْهًا بِمَهْوَى غِلِّهَا
الشاعر السوري فؤاد زاديكى