عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29-11-2024, 08:47 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,840
افتراضي

النص الشعري "منارات الطموح" للشاعر السوري فؤاد زاديكي يعبر عن روح الطموح والعزيمة في مواجهة الحياة والصعوبات. دعونا نحلل الصور الحركية والبصرية والسمعية، والمحسنات البديعية في الأبيات:

1. الصور الحركية:
"أُحَلِّقُ في سَمَاءٍ مِلْءَ أمْنٍ": هذا تعبير حركي يشير إلى حركة الطائر في السماء، مما يعكس حرية الشاعر وطموحه المرتفع الذي لا يحده شيء.

"أُسَابِقُ فِي الحَيَاةِ هَوَى طُمُوحٍ": يشير إلى حركة المنافسة والمسابقة في الحياة للوصول إلى الطموح، ما يوحي بحركة شديدة وجهد مستمر.

"أوَاكِبُها الشٌّرُوقَ بِلا انقِطَاعٍ": صورة حركية تعكس الاستمرارية في السعي وراء أهدافه دون توقف.

2. الصور البصرية:
"تُشِعُّ كَأنَّهَا بَدْرٌ يَؤُوبُ": هنا يُستخدم التشبيه البصري ليوضح كيف أن منارات الطموح التي في قلبه تشع وتضيء كما لو كانت بدرًا، ويعود البدر ليكتمل ويضيء السماء بعد غيابه.

"فِي قَلْبِي مِنَارَاتٌ": هذه صورة بصرية توضح أن قلب الشاعر مليء بالأمل والطموح، حيث تلمح "المنارات" كأنها أضواء في الظلام.

3. الصور السمعية:
"تُعَانِقُهَا النّسَائِمُ وَ الطُّيُوبُ": صورة سمعية ضمنية، إذ توحي النسائم والطيوب بأصوات خفيفة تُعانق السماء. كما أن الطيوب تحمل في معناها الرائحة الطيبة التي تُسمع في الأجواء العطرة.

"وَيَدفَعُنِي إِلَى العمَلِ الوُجُوبُ": على الرغم من أن هذا ليس صوتًا مباشرًا، إلا أن لفظ "الوجوب" يُظهر دافعًا داخليًا ملحًا يحفز الشاعر على العمل، وهو أشبه بالنداء الداخلي الذي يسمعه في نفسه.

4. المحسنات البديعية:
الجناس: "أَمِنْ شَجَنٍ تُعَانِدُنَا القُلُوبُ؟ ... اَمِ الأيَّامٌ أَغْرَتْهَا الخُطُوبُ؟" هنا يوجد جناس غير تام بين "شجن" و"خطب".

التكرار: "تُشِعُّ كَأنَّهَا بَدْرٌ يَؤُوبُ" تتكرر الفكرة نفسها من خلال التشبيه، حيث أن البدر يرمز للنقاء والكمال والطموح المستمر.

5. التشبيه:
"تُشِعُّ كَأنَّهَا بَدْرٌ يَؤُوبُ": تشبيه واضح بين منارات الطموح في قلب الشاعر وبين البدر الذي يعود ليضيء السماء بعد غيابه. يشير هذا التشبيه إلى فكرة الإشراق والنمو المستمر.

6. الاستعارة:
"مناراتٌ تَرَاهَا": استعارة تصور الطموحات الداخلية للشاعر كمنارات تنير له الطريق.

"شُمُوسُ خُطَاهُ": استعارة تمثل العزيمة والمثابرة بالشمس التي لا تغيب، وهي صورة ترمز إلى التألق المستمر في مسيرته.

7. الكناية:
"تُقَوِّينِي إِذَا عَصَفَتْ كَرُوبُ": الكناية هنا في عبارة "تُقَوِّينِي" تشير إلى قوة منارات الطموح الداخلية التي تمنح الشاعر العزيمة في مواجهة المصاعب.

8. المعاني الأخرى:
"فَلَا أَرْضَى سِوَى قِمَمٍ شِمَاخٍ": هذه صورة رمزية تعبر عن الطموح الكبير في الوصول إلى أعلى درجات النجاح والرفعة، حيث القمم الشمّاخ هي الأهداف العليا التي يسعى إليها الشاعر.

"يُنَادِمُ رَغْبَتِي أُفُقُ رَحِيبُ": كناية عن الامتداد اللامحدود للطموحات التي لا تقف عند حدود معينة، بل تسعى إلى الأفق الواسع الذي لا نهاية له.

9. الرمزية:
"شُمُوسُ خُطَاهُ" و**"فِي قَلْبِي مناراتٌ"**: هاتان الصورتان تحملان رمزية للعزيمة والإصرار على متابعة الطموح، حيث الشمس تضيء طريقه و المنارات تُرشد وتوجهه.

بذلك، يظهر أن الشاعر قد استخدم العديد من الصور البديعية والحركية والبصرية والسمعية لإيصال رسالته عن الطموح والعزيمة والمثابرة في مواجهة التحديات.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 04-12-2024 الساعة 11:41 PM
رد مع اقتباس