عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-11-2024, 11:22 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,135
افتراضي

قصيدة "التعبير عن الشعور" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تعبر عن المشاعر الإنسانية العميقة والصراعات الداخلية التي تنتاب النفس البشرية، وهي غنية بالصور الفنية والمحسنات البلاغية التي تمنح النص جمالاً وتعبيراً عن العواطف المتداخلة. لنحللها وفق العناصر المطلوبة:


---

1. الصور الحركية، السمعية، والبصرية

الصور الحركية:

"عَلَى قَلَقٍ كَمَوجِ البحرِ تَجرِي": تصوير حركي للقلق الذي يشبه حركة موج البحر، يعكس الصراع والتوتر.

"تُخَالِجُنِي لِتَجْعَلَنِي أسِيرًا ... كَطيرٍ في انطِلاقِ سَنًا لِفَجْرِ": حركة الطير في انطلاقه نحو الفجر تُبرز التحرر من القيود نحو الأمل.


الصور السمعية:

النص يركز على الشعور والتجريد أكثر من السمعيات، لكن يمكن استشعار تأثير الانفعالات على النفس كصدى داخلي صامت.


الصور البصرية:

"وَيَبدُو وَجهُهُ للكُلِّ جَهْرَا": صورة بصرية لوضوح السر في ملامح الوجه.

"كَطَيرٍ في انطِلاقِ سَنًا لِفَجْرِ": تصوير بصري مشرق للطير المحلق في بداية يوم جديد.

"يُزَيِّنُهَا وَضُوحُ تَطَلُّعَاتٍ": مشهد يعكس الطموحات النقية والواضحة.



---

2. المحسنات البديعية

الجناس:

"سِرٌّ" و"جَهْرَا": تباين المعنى بين السر والجهر.

"نَثْرِها أو بِشِعْرِ": جناس لطيف يعزز التوازن بين النثر والشعر.


التكرار:

"يُخَالِجُنِي": تكرارها في بداية النص وفي الختام يبرز تأثير المشاعر المستمر على الذات.


الطباق:

"سِرٌّ" و"جَهْرَا": تناقض يبرز التحول بين الخفاء والوضوح.

"فَرَحٍ" و"قَلَقٍ": تناقض بين مشاعر الفرح والقلق.


السجع:

"بِنَثْرِها أو بِشِعْرِ": موسيقى لطيفة من السجع.



---

3. التشبيه

"عَلَى قَلَقٍ كَمَوجِ البحرِ تَجرِي": تشبيه القلق بموج البحر، وهو تشبيه يعكس الاضطراب والتغير الدائم.

"كَطَيرٍ في انطِلاقِ سَنًا لِفَجْرِ": تشبيه النفس بالطير الحر، يعكس الطموح والانطلاق نحو الأمل.



---

4. الاستعارة

"يُخَالِجُنِي شُعُورٌ دَاخِلِيٌّ": استعارة حيث يتم تجسيد الشعور ككائن يخالج النفس.

"تُقْبِلُ مِثلَ ضَيفٍ": الأفكار تُجسّد كضيف غير متوقع.

"تَطرَحُها بِنَثْرِها أو بِشِعْرِ": الأفكار كأنها تتحدث وتنطق بالنثر أو الشعر.



---

5. الكناية

"يُحِيطُ النّفسَ بالأعمَاقِ سِرٌّ": كناية عن غموض المشاعر وصعوبة التعبير عنها.

"وَيَبدُو وَجهُهُ للكُلِّ جَهْرَا": كناية عن وضوح ما كان خافياً أو مكشوفاً للجميع.



---

الخلاصة

تجمع القصيدة بين الصور الحسية المتنوعة والمحسنات البلاغية، لتصوغ تجربة وجدانية عميقة، تعكس الصراع الداخلي بين الفرح والقلق، والانطلاق والتردد. التشبيهات والاستعارات والكنايات أضفت على النص بعداً فلسفياً يعبر عن تعقيد المشاعر الإنسانية.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-11-2024 الساعة 11:02 PM
رد مع اقتباس