آفاقُ الأمَلِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
قُلْ لي بربِّكَ هلْ بالأُفْقِ مُؤتَمَلٌ ... مِمّا رَجَاءٌ، بِما في رُوحِهِ أمَلُ؟
إنّ الحَيَاةَ غَدَتْ في أوْجِ فَورَتِها ... مَهْوَى لَهِيبٍ، و مِنّا مَوقِفٌ وَجِلُ
يا ليلُ هلْ فِيكَ من طَيفٍ نؤمِّلُهُ؟ ... أمْ أنَّ دربَ المُنَى قد شَابَهُ الشّلَلُ؟
ما عَادَ بالعُمْرِ إلاّ وَهمُ قَافِيةٍ ... قد ضاعَ في صَخَبِ الأيّامِ ما نَزَلُوا
نَمْضِي و خَلْفَ رِياحِ اليأسِ أشرِعَةٌ ... في بَحرِها، حَيثُ لا وَصلٌ سَيَمتَثِلُ
فهلْ لِقاءٌ مُرِيحٌ بعدَ عُزلَتِنَا؟ ... أم أنَّ قيدَ الليالي ليسَ يَنْفَصِلُ؟
قد أثقَلَ الحُزنُ أكتَافًا مُهشَّمَةً ... فمَا ظَلَّ غَيرُ لَيلٍ قلبُهُ خَطَلُ
إنّا نَسِيرُ و في وضْعٍ مَشارِقُهُ ... غابَتْ، فَزادَتْ بِنَا الآهاتُ و الجَدَلُ
هلْ في بَقَايا غَدٍ نُورٌ نُطارِدُهُ؟ ... أم أنَّ أيّامَنَا بالهَمِّ تَتَّصِلُ؟
يا قلبُ صَبراً على دَهرٍ تُكَابِدُهُ ... فَفِي كُروبِ الدُّنا يَأتيكَ مُنْشَغِلُ
قد أضرَمَ اليأسُ في أركانِنَا لَهَبًا ... حتى غَدَونا وقُودًا ضَاقَتِ السُّبُلُ
نبنِي أمانيَ في أرواحِنا بِمَدًى ... لكنْ سَريعًا إليها يَدخُلُ الفَشَلُ
فإنْ بَدَا في مَدَى الأحلامِ بارِقُهُ ... عادَتْ جَحَافلُ هذا العُمْرِ تَشْتَغِلُ
فمَا لَنا غَيرُ صَبرٍ علَّ شمسَ غدٍ ... تُضِيءُ ما قدْ طَغَى و المُنْتَهَى جَلَلُ
كَمْ مِن لَيَالٍ غَدْتْ بالهَمِّ مُثقَلَةً ... نَجْرِي بِها، و الصّدَى في القلبِ مُعْتَمِلُ
و الرُّوحُ تَشْكُو إلى دَهرٍ تُعَانِقُهُ ... لكنَّ أحلامَنَا في صَمْتِها ثِقَلُ
هلْ يَنقَضِي ليلُنا و الحزنُ يُمْسِكُنا؟ ... أم في مَسِيرِ الرّدى يَسْتَمْرِئُ الأجَلُ؟
يا نفسُ لا تَيْأسِي إنْ طالَ مُعتَرَكٌ ... فالصّبرُ في عَتْمَةِ الأيّامِ يَكتَمِلُ
المانيا في ١٥ اوكتوبر ٢٤