تحقيقُ الأماني
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
سَيلُ الأماني لدَينا، ليس ينقَطعُ ... فالبذلُ جهدٌ، على مجهودِنا يقَعُ
النَّفسُ تعمَلُ في مقدورِ طاقَتِها ... والفكرُ يدعَمُ، ما بالنَّفس مُندَفِعُ
هذي معاركُ إنسانٍ وواقعِهِ ... لا يَفتُرُ الجهدُ، والإنسانُ مُقتنِعُ
أنَّ التَّشابُك في مجرى مُواكَبَةٍ ... قد لا يُبَشِّرُ في خيرٍ، بهِ جَزَعُ
كلُّ الأماني هِي الأحلامُ تَدفَعُنا ... نَحوَ اقتِناصِها، دَأبُ الجهدِ مُرتفِعُ
حيثُ التَّحدِّي وما في نحوِهِ سَبَبٌ ... لا يجعَلُ النَّفسَ في أهوائِها تَقَعُ
عند التَّعثُّرِ بالمسعى يُلاحِقُنا... وَهْمُ التَّخَوُّفِ مَدًّا، ليس ينقَطِعُ
إنَّ الحديثَ عنِ الإخفاقِ، يَجعَلُنا ... نَخشى حُصولَهُ، في إيقاعِهِ وَجَعُ
دَعْ للتَّفاؤلِ، ما يَدعوكَ مُندَفِعًا ... صَوبَ الأماني، وهذا ما بهِ نَفَعُ
كلٌّ لديهِ أماني في تَطَلُّعِهِ ... يَدعوهُ دَفعٌ - إلى التَّحقيقِ - يَندَفِعُ
كي يَجعلَ اليأسَ مَهزومًا بواقِعِهِ ... عند التَّعاطي، وغَيمُ الخَوفِ يَنقَشِعُ
عن واقعِ الحالِ، حيثُ النَّفسُ يُسعِدُها ... ما قد تحقَّقَ منها، إذْ بِهِ مُتَعُ
ألْمانيا في ١١ آب ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de
|