عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-07-2024, 06:10 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,032
افتراضي مشاركتي قبل قليل على برنامج سجال حر و موضوع( مَنْ وصلكَ، صِلهُ و مَن قطعك، اقطعه) في

مشاركتي قبل قليل على برنامج سجال حر و موضوع( مَنْ وصلكَ، صِلهُ و مَن قطعك، اقطعه) في اكاديميةالعبادي للأدب و السلام. تقديم د. خالد حسين الزهور و بإشراف الدكتورة شهناز العبادي

الوصلُ و القطْعُ


بقلم: فؤاد زاديكى

من وَصَلَكَ، صِلْهُ، وَ مَنْ قَطَعَكَ اقْطَعْهُ، هَكَذَا هِيَ سُنَّةُ الْحَيَاةِ وَ الْمَبْدَأُ الَّذِي تَقُومُ عَلَيْهِ عِلَاقَاتُ النَّاسِ مَعَ بَعْضِهَا الْبَعْضِ. فِي عَالَمِنَا الْمُعَاصِرِ، تُبْنَى الْعِلَاقَاتُ الاِجْتِمَاعِيَّةُ عَلَى مَبْدَأِ التَّبَادُلِ الْمُتَوَازِنِ؛ فَعِنْدَمَا يُبَادِرُ شَخْصٌ مَا إِلَى تَقْدِيمِ الْعَوْنِ وَوالْمَحَبَّةِ، يَتَوَقَّعُ فِي الْمُقَابِلِ نَفْسَ الْقَدْرِ مِنَ الاِهْتِمَامِ وَ الاِحْتِرَامِ. فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَحْيَانِ، نَجِدُ أَنَّ الْعِلَاقَاتِ الَّتِي لَا تَقُومُ عَلَى هَذَا الْمَبْدَأِ تَتَعَرَّضُ لِلضُّعْفِ وَ الاِنْهِيارِ، حَيْثُ يَشْعُرُ أَحَدُ الْأَطْرَافِ بِالاِسْتِغْلَالِ أَوِ التَّجَاهُلِ. وَ لِذَلِكَ، يُعَدُّ مَبْدَأُ "مَنْ وَصَلَكَ، صِلْهُ، وَ مَنْ قَطَعَكَ اقْطَعْهُ" قَاعِدَةً مُهِمَّةً فِي الْحِفَاظِ عَلَى التَّوَازُنِ وَ الْعَدْلِ فِي التَّعَامُلَاتِ الْإِنْسَانِيَّةِ. مِنْ جَانِبٍ آخَرَ، فَإِنَّ تَطْبِيقَ هَذَا الْمَبْدَأِ يَتَطَلَّبُ الْحِكْمَةَ وَ الاِعْتِدَالَ، حَيْثُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْإِنْسَانُ قَادِرًا عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الظُّرُوفِ الَّتِي تَتَطَلَّبُ الْعَطَاءَ بِلَا مُقَابِلٍ، وَ الظُّرُوفِ الَّتِي تَسْتَوْجِبُ الْحَزْمَ وَ الْقَطْعَ. فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَحْيَانِ، يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ الاِلْتِزَامُ الْأَعْمَى بِهَذَا الْمَبْدَأِ إِلَى قَطْعِ الْعِلَاقَاتِ الَّتِي يُمْكِنُ إِصْلَاحُهَا، أَوْ إِلَى اِسْتِمْرَارِ عِلَاقَاتٍ غَيْرِ مُتَكَافِئَةٍ. لِذَلِكَ، يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْهَدَفُ الْأَسَاسِيُّ هُوَ تَحْقِيقُ التَّوَازُنِ بَيْنَ الْعَطَاءِ وَ الْأَخْذِ، مَعَ الْحِفَاظِ عَلَى كَرَامَةِ الْإِنْسَانِ وَ احْتِرَامِ ذَاتِهِ. فِي النِّهَايَةِ، تَبْقَى الْعِلَاقَاتُ الْإِنْسَانِيَّةُ مِرْآةً لِقِيَمِنَا وَ مَبَادِئِنَا، وَ تَحْتَاجُ إِلَى رِعَايَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ لِتَحْقِيقِ التَّنَاغُمِ وَ الْاِنْسِجَامِ بَيْنَ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ.
المانيا في ٢٨ تموز ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس