كتابُ الماضي
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
قَفَلْنَا دَفتَرَ الماضي، لِتَدْرِي ... بأنَّ الحُبَّ للأعماقِ، يَسْرِي
بِعُمرِي لم أَعِشْ كُرْهًا، و بُغْضًا ... و هذا في سُلُوكٍ، كانَ أمْرِي
لِهذا كُنْ على عِلمٍ أكِيدٍ ... بأنّي في مَسَارِ الخيرِ، أجْرِي
مِنَ الماضِي، مَدًى عِشنَاهُ، فيهِ ... مُسِيءٌ، حَرفُهُ في رَسْمِ سَطْرِ
لِكَونِي، مُؤمِنٌ بالحُبِّ فِعْلًا ... و عَفْوٍ، ظَلَّ عُنوَانًا بِسِفْرِي
قَفَلتُ الصَّفحةَ، ال (فيها) سَوَادٌ ... على نَحْوٍ جميلٍ، في مُسِرِّ
لأنِّي واثِقٌ، في ما أرَاهُ ... فَمَنْ مِنّا بِلا أخطاءِ عُمْرِ؟
إذا أقْفَلْتُ ما يَدعُو لِفَهْمٍ ... مُسِيءٍ، إنّما فِعْلٌ لِبِرِّ
بِصَدرِي، لم تَنَمْ يومًا حُقُودٌ ... و لا كانتْ على آثارِ إثْرِي
مُحِبٌّ بِالتَّعاطِي في سَمَاحٍ ... و هذا مَنطِقٌ للفِكرِ يُغْرِي
أنا أدرِي بهذا، دونَ شَكٍّ ... فَهَلْ مِثْلِي، بِهذا أنتَ تَدْرِي؟
قَفَلْتُ الدَّفتَرَ، الحاوِي حُرُوفًا ... لها إيقَاعُ إزْعاجٍ، و عُسْرِ
لِئلّا تَأخُذَ الأفكارُ مِنِّي ... جُهُودًا، رُبَّما تَحْظَى بِخُسْرِ
فَهِمْتُ الواقِعَ، المُعتَادَ هذا ... مَسَارٌ مِنْ مَسَارَاتٍ لِدَهْرِ
لِذَا، لَنْ أفتَحَ الماضِي كِتَابًا ... فَلَا أحتاجُهُ، في أيِّ أمرِ
المانيا في ٢٠ نيسان ٢٤