المُحاسبةُ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
هَلِ المسؤولُ عن أخطاءِ غيرِي ... أنا؟ أم أنتَ؟ أم فِعلٌ لِغَيرِ؟
لقد قالُوا قديمًا كلُّ شاةٍ ... و إنسانٍ و حَيْوانٍ و طَيرِ
هُوَ المسؤولُ عن ذنبٍ جَنَاهُ ... و عن أهوائِهِ في حُكمِ سَيرِ
فَهَلْ أيٌّ هَوَ المسؤولُ عَمّا ... أتاهُ الغيرُ مِنْ نُكرٍ نَكِيرِ؟
فَمِنْ عُرقوبِها شاةٌ تُعَلَّقْ ... كذا الإنسانُ يَلْقَى مِنْ مَصِبرِ
أحاديثٌ و أقوالٌ رَوَوهَا ... كأحكامٍ، فكانتْ في كَثِيرِ
أنا المسؤولُ عن نفسي و غيري ... هُوَ المسؤولُ مثلِي عن ضَمِيرِ
إلهُ الناسِ يدري كلَّ شيءٍ ... يُجازي الكلَّ في عدلٍ يَسِيرِ
فَلَنْ يخشَى عقابًا أيُّ شخصٍ ... بَرِيءٌ عاشَ في حُسنِ المَسِيرِ
و أمّا فاسٍدُ الاخلاقِ يَلْقَى ... أكِيدًا, ناتِجَ الإثمِ الكَبِيرِ
لهذا أيُّها الإنسانُ فَكِّرْ ... طويلًا قبلَ أنْ تِسعَى لِضَيْرِ
ذُنُوبُ النّاسِ مِسؤولُونَ عنها ... هُمُ في ذاتِهِم مِنْ دُونِ غَيْرِ.