نقرأ و نسمع الكثير من الأخبار التصريحات التي تتحدّث عن وجود خلاف أمريكي _ إسرائيلي بخصوص الحرب على غزة، و لكلّ من لا يعلم مدى العمق الاستراتيجي بين البلدين نقول له: لا توهم نفسك بوجود أيّ خلاف جوهري بين البلدين و كلّ ما يتمّ تسريبه من مثل هذه الأخبار لا يتعدّى حدود كونه تصريحات للاستهلاك المحليّ و لمحاولة امتصاص الغضب (خوفًا من شعوبها و ليس تأييدًا لغزة) الذي أبدته بعض البلدان العربية، و لمن يقول إنّ إسرائيل ولاية تابعة لأمريكا نؤكد أنّ أمريكا هي التابعة لإسرائيل بحكم النفوذ اليهودي و سيطرته على رأس المال و كلّ وسائل الإعلام و أيّ شخص لا يمكن له أن يصل إلى رئاسة البيت الأبيض إذا لم تكن إسرائيل راضية عنه و بموافقتها. فكلّ رئيس أمريكي يحتاج لدعم سياسي و مادي من يهود العالم مقابل دعم عسكري و سياسي أمريكي لإسرائيل. أغلب العرب في العالم لا يفهمون هذه اللعبة السياسية و يستغربون من كلّ هذا الدعم الأمريكي لإسرائيل. إسرائيل هي التي تتحكّم بأمريكا و ليس العكس.
محاولات أسلمة المجتمعات العربية سارية على قدم و ساق منذ عقود طويلة من الزّمن في المناهج الدراسية و في وسائل الإعلام المختلفة من تلفزيون و مسلسلات و إذاعة و صحافة حتى أنّ قوانين الأحوال الشخصية في أغلب البلدان العربية و الإسلامية قائم على الأحكام الشرعية الإسلامية الخ... فهل هذا من الأمور الطبيعية؟ ليست كلّ مكوّنات الشعوب العربية في مجتمعاتها مسلمة، و هذا لا يعني أنّه يحقّ للأغلبية المسلمة طمس معالم الديانات الأخرى السيطرة عليها لإذابتها و دمجها في هذه المجتمعات المسلمة كما حصل مع اليهود و النّصارت في شبه جزيرة العرب عندما قضى المسلمون عليهم قضاءً مبرمًا و أبادوهم و لا للتوعية العربية أن تسيطر على القوميات الأخرى الموجودة في هذه المجتمعات العربية كالأكراد و السريان و الآشوريين و الكلدان و الأرمن و الدروز و اليزيديين و البهائيين و التركمان و الإسماعيليين و الأمازيغ و الشركس و الشيشان و اليهود و الأقباط و الشيعة و غيرهم. إنّ هذا لهو إجحاف كبير بحقّ أصحاب هذه القوميات أو الديانات و هذا ما يعطي العرب و المسلمين شعور التّفوّق و هو مرفوض بكلّ المقاييس و المعايير. كلمة حقّ نقولها لا يجب أن تُغيظ عاقلًا و لا عادلًا.