أخبرني اليوم صديقي الكردي محمد عثمان في رسالة خاصّة على المسنجر بأنّ حزبًا يمينيًّا جديدًا تمّ إنشاؤه في ألمانيا, سيخوض الانتخابات القادمة في شهر سبتمبر و هو ضد وجود اللاجئين في ألمانيا فأجبته بهذه الرسالة:
لا أستغرب حصول مثل هذا يا صديقي فالمهاجرين أغلبهم لا يلتزم بقوانين هذا البلد و هم عبء مالي و اجتماعي عليه بل الكثير منهم لا يريد الاندماج في هذه المجتمعات و سأذكر لك موقفًا شحصيًا حصل معي. كانت البلدية في إجنشتاين _ ليوبولدسهافن حيث نقيم أجّرتنا بيتنا تملكه و بعد مضي سنوات طلبت البلدية مِنّا البحث عن بيت آخر و عائلتي كبيرة عندي 5 أبناء فمن سيؤجر لي بيتًا في هذه الحال؟ و كانت حجّة البلدية أنّها سوف تؤجر البيت لعائلة ألمانية, حاولنا البحث عن بيت للأجرة في بلدتنا و البلدة الأخرى التابعة لنفس البلدية فلم نعثر على بيت, ممّا اضطرنا إلى البحث عن بيت في البلدات القريبة و المجاورة لبلدتنا فقرأنا إعلانًا في الجريدة أنّ في إحدى القرى الصغيرة بيتًا للأجرة و كانت القرية بعيدة عنّا لا سبل مواصلات تصل إليها بدون سيارة أي لا محطة شتراسن بان (قطار داخلي) فيها و بالصدفة أخذنا صديق لنا بسيارته و هو قسّ روم أرثوذكس أصله من تركيا (انطاكيا) يدعى يوسف نتوغانجي لكنّه تجنّس في اليونان و صار كاهنًا لكنيسة البلدة التي أسكن فيها, وصلنا الدار فكان داخل البيت قذرًا للغاية و رائحة العفونة تفوح من كلّ مكان و كان الحوش مشتركًا بيننا و بين أصحاب البيت الذين يسكنون فيه, جلسنا للتحدث مع صاحب الملك و للاتفاق على مبلغ الأجرة و أمور أخرى, ظنّ صاحب الملك و هو مسلم تركي حصل على الجنسية الألمانية في المانيا, لأول وهلة بأنّنا مسلمون و ظنّ أنّ القس يوسف الذي كان برفقتنا و أخذنا إلى البيت بسيارته (لم نكن يومها نملك سيارة) ظنّه شيخًا, و لمّا علم صاحب الملك بأنّنا مسيحيون قال لنا بالحرف الواحد: " أنا لن أؤجّر بيتي لمسيحيين" فما رأيك بشخص مثل هذا في المانيا يعيش بهكذا تفكير؟ هو عاش هنا و عمل لسنوات طويلة و كسب المال من دولة (كافرة) على حدّ زعمه و فهمه, و بقي على تلك الجحشنة دون أي تطوّر أو انخراط في هذا المجتمع الألماني. بالطبع ساءني جدًا تصرّفه هذا و أغضبني فقلت له بالحرف الواحد:" الحقّ ليس عليك بل هو على هذه الدولة التي ساعدتك في كلّ شيء حتّى أوصلتك إلى هذه الدرجة من الغنى لتصبح صاحب أملاك في المانيا, لكنّ جوهرك يبقى عفنًا حاقدًا عنصريًّا و لا يشرّفني أن أجاور شخصًا مريض الفكر مثلك, إضافة إلى ذلك فإنّ وسخ بيتك و النّشح الذي فيه, لا يمكن لنا العيش فيه و لا التأقلم معه" و خرجنا غاضبين. مثل هذا الشخص كثير في المانيا و غير المانيا ولو صدف و التقيت به في تركيا فمن المؤكد أنّه سيقوم بقطع رقبتي, هذا هو دينهم و ديدنهم, ففي بريطانيا قبل حوالي الشهر طالب المسلمون بأن تصبح مدينة لندن ولاية إسلامية. هؤلاء لا يستطيعون التأقلم مع هذه المجتمعات الراقية علمًا أنّهم هربوا من بلدانهم لأسباب كثيرة منها الفقر و منها الظلم و منها المضايقات و منها عدم الشعور بالأمن و بالاستقرار, فيأتون إلى هذه البلدان جائعين و عراة و شحّاذين ثمّ يتحدّثون بلغة الدين و العنصرية و كراهية هذا البلد الذين يعيشون من خيراته, المسلمون لا وجدان لديهم فهم ناكرو الجميل على غرار نبيهم محمد, الذي آواه ملك الحبشة و حماه من قبيلة قريش التي كانت تريد قتله في بداية دعوته, علمًا أنّ ملك الحبشة كان مسيحيًا فهو لم يطلب من نبيّ الإسلام الدخول في المسيحية و لو أراد ذلك لأجبره على على فعله, لكن و بعدما صار لمحمد أتباع و قويت شوكته أرسل إلى ملك الحبشة هذا يطلب منه الدخول في الإسلام, فهل هناك أقذر من هكذا سلوك و فكر و نكران جميل؟ إنّهم يبقون على ما هم عليه من الجهل و التخلّف الفكري و العنصريّة الدينية. هذا الحزب جاء لمثل هذا التركي و غيره. معهم حق أنا أوافقهم على فكرة هذا الحزب فالأوضاع في أوروبا بشكل عام لم تعد كما كانت قبل سنوات و هذه المجتمعات الأوروبية الراقية و المتحضّرة تتعرّض لخطر كبير في المستقبل, هؤلاء يتمسكنون حتّى يتمكّنوا عملًا بمبدأ التّقيّة الدّينيّة يا صديقي.