عزيزي جوان اشكرك من القلب و للإجابة على ما طرحته من أسئلة هنا يمكنني الردّ علبها بوضوح أولًا كلّ جهة تعمل لصالحها هذا صحيح لكن عندما يكون نسيج اجتماعي في دولة ما مكوّنًا من خليط مختلف و متعدد من القوميات و الإثنيات العرقيّة لا يجب أن يتحكّم أيّ طرف يمتلك القوة و السيطرة على الأرض ليلغي الآخر. الكرد يشكون دائمًا من تعديات العرب و الترك عليهم لكن عندما صارت لديهم القوة مارسوا نفس النهج الإقصائي. أمّا عن عمل السريان بخصوص قضيتهم فهم قوم مختلفون فيما بينهم كآشوريين و كلدان و سريان أكثر من اختلاف الأكراد فيما بينهم هذا من جهة و من جهة أخرى فلا توجد دولة قامت بحمايتهم و وفرت لهم الأمن و خصّصت لهم مكانًا لقيام دولة مثل الأكراد الذين دعمتهم أمريكا و تدعمهم إسرائيل و لولا أمريكا لما صارت لهم دولة في شمالي العراق و في سورية. عندما وعدت انكلترة الاشوريين بإقامة دولة لهم في العراق لقاء مساعدتهم لهم أثناء احتلالها للعراق نكثت بوعدها و أخلفت و خانتهم. فصارت بحقّهم مجازر بالعراق.
هذا هو أسلوب العرب الخروج في مظاهرات و احتجاجات لن تقدّم ولن تؤخّر. لا يستطيع العرب التفكير السليم و لا التصرّف الحكيم فهم يقدمون على أمور كثيرة دون أن يدركوا نتائجها و لا أن يتحسّبوا لعواقبها و عندما تعود عليهم تلك النتائج و العواقب بأمور سيئة حينئذ ربّما يفكّرون بما قاموا به. منذ وعي العرب و هذه الوسائل للتعبير عن قضاياهم موجودة و قد تأخذ أحيانًا منحًى خطيرًا بقيامهم بتعدّيات على الأملاك العامّة و بأعمال شغب و تخريب و حرق الخ... و كلّها أساليب غير حضاريةّ. على كلّ هؤلاء المتواجدين في هذه المسيرة أن يفهموا و يعلموا حقّ العلم أنّ حركة حماس الإرهابية لو لم تقم بما قامت به من أعمال همجية عدوانية على أراضي و بلدات إسرائيلية يوم ٧ اوكتوبر لما حصل كلّ هذا، لكن و للأسف فالعرب لا يستطيعون تقييم الأمور على نحو صحيح لهذا هم خائبون على الدوام و فاشلون و خاسرون. و يرون دائمًا أنّهم على حقّ و أنّ الآخر على باطل. إنّها عقليّة العربي التي لن تتغيّر بالرّعم من كلّ ما حصل له و يحصل من مشاكل و صعوبات و ما يعترضه من عراقيل بسبب المضي على هذا النحو من العقلية التي تحتاج إلى الكثير من التعديل و التغيير.
أنتم بسطاء للغاية و سُذّج في فهمكم للأمور. أنا واثق من أنّ المخابرات التركية سوف تفرج عن هؤلاء بوقت ما. إنّها محاولة دعائية و بروباغاندة أردوغانية لكسب المزيد من المؤيدين بين المسلمين و العرب. إسرائيل تتحكّم بالقرار التركي عن طريق أمريكا فلا تحاولوا خداع أنفسكم و الغير بعرض هكذا فيديوهات ستكون بعد حين في عداد عدم الوجود. باتصال تلفوني من بايدن أو نتنياهو مع أردوغان سوف يفرج عنهم مثل الثعلب و لأمريكا مع أردوغان حالات كثيرة مشابهة منها قصة القس الأمريكي الذي كان معتقلا في سجون تركيا بتهم مختلفة و كان من المقرر محاكمته أصدرت أمريكا قائمة من العقوبات الاقتصادية على تركيا جعلت الليرة التركية تخسر نصف قيمتها مما اضطر حكومة أردوغان لأن تخضع للضغوط الأمريكية و تطلق سراح القس لقاء إلغاء العقوبات الأمريكية على تركيا. أنتم كعرب تعيشون على هامش الحياة و تنخدعون بمظاهر مثل هذه فيها دعم و مساندة للعرب. سؤالي متى كان العثمانيون و الأتراك يحبّون العرب؟ و هل نسيتم ما فعله جمال باشا السفاح في أحرار سوريا و لبنان عندما رفعهم على أعواد المشانق؟ الترك يقولون عن العرب إنّهم أسوأ أمة عرفها التاريخ. عليكم أن تكونوا منطقيين و لو بمقدار قليل لأنّني واثق من أنّكم لن تستطيعوا أن تكونوا منه على مقدار كافٍ. هداكم الله و أنار عقولكم.
هل استحيتم على أنفسكم عندما هاجمتم نساء و أطفال البلدات الإسرائيلية يوم السابع من أوكتوبر؟ أم أنّ ما يحقّ لكم لا يحقّ لغيركم؟ كونوا على شيء و لو قليل جدًا من الموضوعية و المنطق و اسألوا أنفسكم لماذا يحصل هذا الذي أنتم هنا تشكون و تتذمّرون منه و تستغربون حصوله؟ إذا لم تكن حماس فعلت ما فعلته بأطفال و نساء و شيوخ إسرائيل هل كانت إسرائيل ستفعل هذا مع غزة؟ متى أردتم الشرّ لغيركم عليكم أن تنتظروه في بيوتكم. و عندما تدعون على اليهود و النصارى بالموت عليكم أن تموتوا قبل أن تتحقق مطالبكم و تمنياتكم و دعاءكم. شعوب تعيش على هامش الحياة. أتمنى لكم الصحوة لكنّ قناة الجزيرة القطرية الإرهابية لن تدع أيّة صحوة تدخل عالم العقول العربية. لأنّها قناة ظلامية تدعم كل إرهاب و عنف و قتل.
أكاذيب إيران على لسان مسؤوليها لا تنتهي، فاليوم وجّه سفير إيران بالأمم المتحدة رسالة إلى مجلس الأمن ينفي فيها علاقة بلاده بالجماعات المسلّحة في سورية و العراق و هو بهذا يعلن عن تنصّل إيران من هذه الميليشيات، على غرار تنصّلها من ما وعدت به حماس فتركتها لمصيرها المحتوم في حربها مع إسرائيل. كلّ شخص لديه أقلّ فهم لما يجري سوف يدرك كذب إيران الفاضح فهي التي تأمر هذه الميليشيات و تقودها و تموّلها بالمال و بالسلاح و بالتدريب و بالخبرة و تستخدمها كرأس حربة ضد خصومها السياسيين لتنفيذ أجندتها الخاصّة. مهما حاولت إيران التنصّل من مسؤولية ما يجري فهي لا تستطيع تغيير الحقيقة إنّها السبب المباشر لكلّ ما يجري و لا فائدة من قطع الأذرع إن بقي الرأس المدبّر دون قطع. لكنّي أعتقد أنّ أمريكا و إسرائيل تريدان بقاء إيران على هذا النّحو لأسباب كثيرة هي في حساباتهما.