عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-12-2023, 08:12 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,892
افتراضي

نشر الشاعر عبد الصاحب الأميري منشورًا يتحدّث فيه عن لغة القرآن فأجبته في ردّي عليه: ما هي لغة القرآن سيدي الفاضل؟ هل لكم أن تخبرونا عنها؟ على حدّ علمنا و معرفتنا أنّها (لهجة) لغة قريش و ليست اللغة العربية و ثانيًا كانت لغة سريانية آرامية في البداية و ثالثًا فيها من الكلمات الحبشية و العبرية و السريانية و الفارسية الشيء الكثير و هذا ما يتناقض مع مقولة و أنزلنا القرآن بلسان عربي مبين. ثم كيف أُنزل القرآن و قد ظهر للوجود في العصرين الأموي و العباسي؟ في ذلك الوقت لم تكن كتابة بالعربية و أول كتاب بالعربية هو سيرة ابن هشام التي جاءت بعد ٦٠٠ سنة من وفاة محمد و هو أول كتاب عربي إسلامي أي سبق ظهور القرآن. أمّا المصحف المتداول اليوم هو مصحف عثمان بن عفان الذي أحرق كلّ المصاحف التي وصلت يده إليها ليبقي على مصحفه و هناك عشرات من المصاحف عزيزي. المنطق هو ما يفتقر له العروبيون القومجيون و صلاعمة المسلمين. العلم و المعرفة هما عدوّ الإسلام الأوّل، فالمسلمون لا يرغبون بهما بل ببقاء الجهل و التخلّف بدافع الخوف من التجديد، و هذا هو السبب المباشر لبقاء الفكر العربي في هذه البوتقة من الانحسار دون انطلاق نحو المعرفة و طلب أسباب العلم عملًا بقولة لا تسألوا عن أشياء تبدى لكم فتسؤوكم. مجرّد السؤال ممنوع على المسلمين، هذا هو الواقع و هذه هي الحقيقة مهما حاول العرب و المسلمون الهروب منها و عدم الإقرار بها.

نشرت الدكتورة مها يوسف نصر في مجلة أسرة قلم مقالًا يتحدث عن أصل كلمة Cave و فيها يزعم الكاتب أنّها من أصول عربية أنشر هنا القسم الأول من المنشور ثمّ ردّي عليه: "مما اتحفنا به في كتابه الشهير /عالم الاسرار الدكتور مصطفى محمود حيث قال..
هل تعلم ماهى اللغة التي تكلم بها آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
كانت لي وقفة طويلة منذ زمن أمام أصل اللغات وأنا اتأمل اللفظة العربية "كهف" فأجدها:
في الإنجليزية (cave)
وفي الفرنسية (cave)
وفي الإيطالية (cava)
وفي اللاتينية (cavus)
فأسأل وأنا أراها كلها واحدا.. أي لغة أخذتها عن الأخرى وأيها الأصل؟ وكان الجواب يحتاج للغوص في علم اللغويات والبحث في البحار القديمة التي خرجت منها كل الكلمات التي نتداولها، وكان هذا الأمر يحتاج إلى سنوات وربما إلى عمر آخر.
ودار الزمان دورته ثم وقع في يدي كتاب عنوانه "اللغة العربية أصل اللغات".. والكتاب بالإنجليزية والمؤلفة هي تحية عبد العزيز إسماعيل أستاذة متخصصة في علم اللغويات، تدرس هذه المادة في الجامعة، إذن هي ضالتي..
وعرفت أنها قضت عشر سنوات تنقّب وتبحث في الوثائق والمخطوطات والمراجع والقواميس؛ لتصل إلى هذا الحكم القاطع.. فازداد فضولي وشوقي والتهمت الكتاب في ليلتين.
والكتاب في نظري ثروة أكاديمية وفتح جديد في علم اللغويات يستحق أن يلقى عليه الضوء، وأن يقيّم وأن يأخذ مكانه بين المراجع العلمية المهمة" الخ...

جناب الدكتورة مها يوسف مع كلّ تقديري لشخكم الفاضل فإنّ هذا النصّ فيه مبالغة كثيرة و بُعد عن الحقيقة فاللغة العربية بالنسبة للعربية و الارامية و اللاتينية و الاغريقية هي ابنة اليوم. و محاولة تضخيم هذا الجانب ليس يعني تاكيدًا أكاديميًا. فاللغة العربية التي نكتب بها اليوم هي لسان قبيلة قريش و كانت هناك لهجات عربية أخرى أكثر فصاحة و بلاغة منها لكنّها اللغة التي كُتب بها القرآن لهذا صارت بمصاف المقدّس علمًا أنّه لا يجب تقديس ما هو من اختراع البشر فاللغة اختراع بشري و محاولة إضفاء صفة القداسة عليها تقف حائلًا في طريق أي تطوير و تجديد لهذه اللغة أو تلك. اللغة العربية هي ليست قديمة فأول كتاب عربي ظهر للوجود هو كتاب السيرة النبوية لرسول الإسلام و قد جاء بعد ٦٠٠ سنة من وفاة الرسول. كيف يمكن القول إنّ العربية هي الأصل علمًا أنّ الحروف ليست ذاتها و العربية هي بنت السريانية الارامية؟ طبعًا لو لزم الأمر فلدينا الدلائل الكافية على أنّ ما يسمّى باللغة العربية اليوم هو لهجة قبيلة قريش لكون محمد من هذه القبيلة و أنّ القس ورقة بن نوفل ابن عم خديجة زوجة النبي قس كنيسة مكّة كان يكتب بالسريانية و بالعربية و هو أوّل من ترجم الكتاب المقدس من العبرية السريانية إلى العربية. نحن العرب دائمًا نسعى إلى تضخيم الخصائص التي تتوافق مع رغباتنا و تطلعات أمزجتنا الشخصية و نحاول إغفال أو التّنكّر لما نختلف معه في الرأي. كلّ تاريخ العرب مبني على الخرافات و الأساطير و الأكاذيب و المبالغات. أقول هذا من باب الأمانة فقد يكون الكتاب الذي أشرت له حضرتك دكتورة هو الكتاب الوحيد الذي يذهب إلى هذا المذهب. جميع لغات العالم و بسبب الاحتكاك و التفاعل فيما بين الشعوب أخذ الكلّ من الكلّ و متى وجدت بعض المفردات التي نظنّها عربية في لغات أخرى فلا يجب أن نعتبرها مصدرًا موثوقًا لنبني عليه فرضية نريدها. نحن ننساق إلى عواطفنا بسرعة دون تمحيص أو تدقيق أو تأكد من المعلومة و هذا ما يجعل المعلومة التي نريد نشرها غير دقيقة فيأتي آخرون من بعدنا ليؤكدوا صحتها من خلال اقتباسهم ذلك منّا. اللغتان اليونانية اللاتينية و الاغريقية اللتان حفظتا الكثير جدًا من فلسفة و علوم الاغريق هي مصدر الكثير من اللغات دكتورة مع احترامي الكامل لهذا الجهد الذي تفضلت به لقد كان العرب نائمين عمدما كانت علوم الاغريق و اللاتين تسود كلّ العالم. و قد لا نتفق معًا بالرأي و هذا أمر طبيعيّ لكنّ هذا لن يفسد الودّ الذي بيننا و هو احترام كبير لشخصكم الكريم.
قامت الدكتورة مها بالردّ على تعليقي فقالت: " مرورك الكريم ووقوفك بين السطور والكلمات.. واحترم رايك حيثي ممن يرمزون بأنه لا يوجد حقيقة مطلقة وكما رايت حضرتك أن هذا الموضوع مقبس من كتاب احد كبار ادباء الوطن العربي وإذا حضرتك تخالقه الراي والمبنى والمبدا فعليك التوجه إلى الكتاب فهو بنتاول الجميع .. حياك الله اخي الكريم لك تحياتي وتقديري وعظيم احترامي"

فأجبتها بالتّالي: دكتورة مها لهذه الغاية بحثت قبل قليل في دائرة المعارف الألمانية للكلمات الغريبة و معجم المفردات الكبير فتبين لي أنّ اصل هذه الكلمة التي جئت على ذكرها هي لاتيني و قد صوّرت لك صفحتي الكتابين كي تتأكدي من صحة ما أقول سأرسلها لك هنا اعتمدت في هذا إلى المراجع الأساسية لجميع المفردات الموجودة في اللغات الأجنبية و أظنها أكثر دقة و أمانة لأنّهم يعتمدون النهج الأكاديمي الدقيق
و أرسل لك رابط غوغل لشرح معنى الكلمة كي تتأكدي من صحة ما نقول

https://flexikon.doccheck.com/de/Cave
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس