كُنْ أنتَ مِثْلِي
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
كُنْ أنتَ مِثْلِي بِنَظْمِ الشِّعرِ مُنْشَغِلَا ... ليلًا, نَهَارًا, تُزِيلُ اليأسَ و العِلَلَا
في كُلِّ يومٍ مِزِيدٌ مِنْهُ مُنْسَكِبٌ ... يَحْلُو دَلَالًا, و تَسْعَى روحُهُ أمَلَا
يُعْطِيكَ دَفْعًا قَوِيًّا في مُوَاكَبَةٍ ... تَمْحُو هُمُومًا, تُبِيدُ السّأمَ و المَلَلَا
فَالشِّعْرُ رُوحٌ و إحساسٌ بِمَنْطِقِهِ ... يُؤتِيْكَ عِشْقًا, ولنْ تَلْقَى لَهُ مَثَلَا
بَدِّدْ هُمُومَكَ في أرجاءِ دَوحَتِهِ ... اُكْتُبْ شُعُورَكَ فَيْضًا جَاءَ مُنْهَمِلَا
في مَوكِبِ الشِّعرِ آمَالٌ مُعَتَّقَةٌ ... و الكأسُ مِنْهَا رَحِيقٌ سَالَ مُعْتَسِلَا
اَلشِّعرُ نَظمٌ رَقيقٌ, يَمْتَشِي قَلَمٌ ... في مَعْرِضِ العَرْضِ إمَّا هَلَّ, فَارْتَجَلَا
وَص~فً رَشِيقًا بِمَضْمُونٍ يُلازِمُهُ ... أُسْلُوبُ ذَوقٍ عَنِ الإبدَاعِ مَا انْفَصَلَا
كُنْ أنتَ مِثْلِي عَشِيقًا في مُمَارَسَةٍ ... لِلشِّعْرِ دَومًا, تَجُبُّ الخَوفَ و الوَجَلَا.