كلّ مناطق تركيا الحالية كانت حافلة بحياة نسّاك و عبّاد و أديرة و بيع و كنائئس وقلالي رهبان و رفات مئات القديسين و البطاركة و المطارنة و الأساقفة إلّا أنّ الحقد الديني الأعمى لدى المسلمين خرّب و دمّر و هدم و أتلف و استولى عليها جميعًا فحوّلها إلى اسطبلات للدواب و أماكن أخرى بل و إلى مساجد. بكلّ أسف هذا هو التاريخ المشرّف للمسلمين و لغاية اليوم فإنّ زعيم الإرهاب العالمي الرئيس التركي يخدم أجندة الإسلاميين و المتشددين و الإرهابيين في كلّ مكان من العالم و هو يفخر بتحويل كاتدرائية أيا صوفيا إلى مسجد، فتركيا و قطر هما راعيتان أمينتان للإرهاب العربي و الإسلامي بدون منازع.
صدقت عزيزي فاليهود شعب خلّاق يحبّ الحياة بخلاف العرب الذين يفضّلون الموت على الحياة، و هذا يعني أنّ هناك بونًا شاسعًا بين الشعب اليهودي، الذي يحبّ بعضه البعض و بين الشعوب العربية التي تكره الآخرين و تكره حتّى أبناء جلدتها من العرب الآخرين. إنّ اليهود قدّموا للعالم أكثر من مائتي اختراع أفادوا بها البشرية جمعاء، فما الذي قدّمه العرب و المسلمون للعالم من مخترعات غير العنف و الإرهاب و الكراهية و البغضاء و إقصاء الآخر و عدم الاعتراف بحقّه في الحياة؟ هذه هي بعض المخترعات التي استطاع العرب و المسلمون إنجاز اختراعها خلال تاريخهم الطويل، و هم يفخرون بها لكونها من تراثهم الاصيل، تجب المحافظة عليه و الالتزام به. العرب و المسلمون يدعوهم دينهم إلى عدم الثقة بالذين من دين آخر و هناك آيات كثيرة بهذا الخصوص، فكيف يمكن لهم أن يتقدّموا و يتطوّروا أو أن يُساهموا في خلق حضارة و مجتمع راقيين؟ هم يعيشون على فكرة نظرية المؤامرة و خبث و شرّ الآخرين المضمور لهم، بينما هم في واقع الأمر الذين يفكّرون بهذه الطريقة و يمارسون هذا الأسلوب في تعاملهم مع الآخرين.
البارحة (3/1/23) و حين أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي أنّه بدأ في عمليّة توغّل برّي في جنوب قطاع غزّة، نفى متحدّث رسميّ باسم حماس أن يكون حدث أيّ توغّل برّي إسرائيلي في جنوب القطاع و أضاف أنّ هذه دعاية إعلاميّة عسكرية إسرائيلية و هذا أمرٌ مستحيل، و اليوم يروي شهود عيان أنّ عشراتٍ من الدبّابات الإسرائيلية توغّلت في جنوب القطاع، فَمَنِ الكاذبُ و مَنِ الصّادقُ؟ فهل من المنطق أن نصدّق رواية حماس و نكذّب رواية شهود راؤوا ذلك بأمّ عيونهم؟