اِعتِبَارُ الشّخصِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
كَمْ جَمِيلٌ أنْ نَرَى شَخْصًا جَمِيلًا ... مُؤمِنًا فِعلًا بِأنّ الحقَّ حَقُّ
قِلَّةٌ مِنَّا على هذَا بِفِكْرٍ ... فَاخْتِلَافُ النّاسِ لِلْمِنْهَاجِ غَلْقُ
كُلَّمَا زَادَ احْتِكَاكٌ و انْدِمَاجٌ ... كُلَّمَا صارَ انْفِتَاحٌ, بَانَ أُفْقُ
في حَيَاةِ البَعضِ تَبْدُو أُحجِياتٌ ... ليسَ مَعرُوفًا لها حُبٌّ و عِشْقُ
يَنْبَغِي ألَّا يَغِيبَ الوَعْيُ عَنَّا ... عِندَمَا نَسْعَى لَها, وَ السَّعْيِ رِفْقُ
كُلُّ شخصٍ عالَمٌ في حَدِّ ذَاتٍ ... بل كِتابٌ واجِبٌ فَتْحٌ و غَلْقُ
كَي نَرَى المَضمُونَ و المَأمُولَ مِنْهُ ... يَنْجَلِي في صُورَةٍ, يَخْتَالُ نُطْقُ
لَيسَ في مَجرَى حَيَاةٍ غيرُ فِكْرٍ ... يَشْتَهِي حُرِّيَةً وَ الفِكْرُ طَلْقُ
إنَّهُ الإيثَارُ ما دامَ التَّعَاطِي ... في حُدُودِ الوَعْيِ يَحْلُو مِنْهُ صِدْقُ
ذَلِكُمْ يَبدُو غَرِيبًا بَعْضَ شَيءٍ ... غيرَ أنّ الرُّوحَ عندَ المَوتِ زَهْقُ
لِاعْتِبَارَاتٍ أرَاهَا عندَ هذَا ... واجِبُ الإنسانِ دَفْعٌ مُسْتَحَقُّ
شَخْصُنَا مِنْهُ اعْتِبَارٌ لا يُضَاهَى ... فَلْتَكُنْ مِنَّا دُفُوعٌ تَسْتَحِقُّ.