يتعمّد الإعلام العربي، الذي يقوم بتغطية أحداث الحرب على غزة نشر صور أطفال و نساء كضحايا للقصف الإسرائيلي و لم نر صورة لإرهابي واحد من حماس يتمّ انتشاله من تحت الأنقاض، إنّ جميع الصور المعروضة تخضع لرقابة حماس التي تسمح بنشر ما تريد و تمنع نشر ما لا تريد أو ما لا يوافق مزاجها و مصلحتها. إنّ المتابع لهذه الصّور و المشاهد يظنّ بأنّ القصف الإسرائيلي لا يستهدف غير المدنيين و هذا يعني أنّه و لمدة ما يزيد عن ٤٠ يومًا لم يتمّ القضاء على إرهابي واحد من حماس. إنّ كذب وسائل الإعلام العربية واضح و هذا ليس من شرف المهنة و لا من حرفية العمل الإعلامي، الذي يجب عليه أن ينقل الصورة كما هي دون انحياز أو تجزئة أو تفصيل مقاطع التصوير حسب الأهواء و المزاج. ليست هناك أيّة مصداقيّة لكلّ الإعلام العربي الذي يقوم بتغطية هذه الأحداث فهو كاذب و لا يمكن تصديقه. أقولها و بكلّ صدق لقد مللنا من هذه المهازل و حين اشاهد أحد هؤلاء الإعلاميين يقوم بتغطية حادثة أو خبر أسخر منه بكلّ ما أستطيع من السّخرية, لأنّهم يستحقّون كلَّ هذا الازدراء و التحّقير, لأنّهم منافقون و دجّالون و مواربون و محرِّفو وقائع.
من الضّرورةِ الأخلاقيّةِ، و للسّيرِ بالمسارِ الصّحيحِ في كلِّ الأقطارِ العربيّةِ، يتوجّبٌ إلغاءُ وزارتي الأوقافِ و الإعلامِ، فهما أسوأُ وزارتين في أيّ تشكيلٍ حكوميٍّ في هذه البلدان، فوجودُ وزارةِ الإعلامِ دليلٌ واضحٌ على عدمِ توفّرِ الحرّياتِ بجميعِ أنواعِها، لأنّ وزارةَ الإعلامِ هي بوقٌ إعلاميٌّ لتبريرِ سياسةِ الأنظمةِ الحاكمةِ و السّيرِ معها على الدّوامِ، و أداةٌ لقمعِ الحرّياتِ الإعلاميّةِ و غيرِ الإعلاميِّة، أمّا وزارةُ الأوقافِ فهي الأخرى وسيلةٌ لتبريرِ طغيانِ هذه الأنظمةِ و إجرامِها بحقِّ شعوبِها تحتَ مبرّرات و مُسوِّغاتٍ دينيّة و هي لتمجيدِ الزّعيمِ و التّسويقِ لأجندتهِ السياسيّة، وهذا ما رأيناه واضحًا في معظم البلاد العربيّة دونَ استثناءٍ،كما أنّ وجودَ وزارةِ الأوقافِ هو عدمُ اعترافٍ ضمني بِمَنْ هم على دينٍ آخرَ غير الإسلام، دين الدّولة و هذا عبارةٌ عن تمييزٍ دينيٍّ و إقصاءٍ مُتَعَمّدٍ بشكلٍ غير مباشر. لهذا و لكي تصحُّ المجتمعاتُ العربيّةُ يجبُ إلغاءُ وسيلتي البروباغاندة هاتين فهما تخدمان بشكلٍ مباشرٍ الأنظمةَ الشّموليّة المستبدّة الظّالمة لشعوبها, و ليس في خدمةِ شعوبِ هذه البلدانِ.
ما عرضوه هنا في مشفى الشفاء بعد الاستيلاء عليه صحيح و عندما تحاولون تكذيبه فأنتم عميان بقلوبكم قبل عيونكم. لقد كانت حماس تستخدم المستشفيات و سيارات الإسعاف لتغطية اعمالها الإرهابية. عندما يقول الاسرائيليون شيئا بخصوص حماس فهم صادقون لأنّ حركة حماس الاجرامية لا تتورّع عن فعل أيّ شيء من أجل تحقيق أهدافها حتى لو مات شعب غزة كله تحت القصف. تنظيم إرهابي يضرّ بالقضية الفلسطينية و لا يخدمها. إنّها عميلة لإيران. و هي حاولت إخفاء ما يمكن من الأدلة في مشفى الشفاء لكن بقيت بعض الآثار و قد أظهرها الإسرائليون و نشروها.